»من يعرف نفسه وغيره يعرف هذا أيضا: أن الشرق والغرب لن يفترقا أبدا. وبودى أن أتأرجح بفكر متفتح بين هذين العالمين فالتحرك بين الشرق والغرب هو الأفضل«. هكذا تكلم الشاعر الألمانى الكبير يوهان فولفجانج فون جوتة فى رائعته فاوست. قبل إنشاء معهد جوتة بالقاهرةوالإسكندرية كان هناك تعاون تربوى بين مصر و ألمانيا فى نهاية القرن التاسع عشر، حينما أنشئت المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية عام 1873 والمدرسة الألمانية لراهبات سان شارل بورومى بالإسكندرية عام 1884، ثم المدرسة الألمانية لراهبات سان شارل بورومى بالقاهرة 1904 ولكن لم تكن هناك إمكانية لتعلم اللغة الألمانية خارج نطاق تلك المدارس. ولكن فى عام 1956 تم إرسال أول دفعة من مدرسى معهد جوتة بألمانيا إلى القاهرة لتدريس اللغة الألمانية بالمدارس الثانوية فى مصر. وبعد مرور عام تم سفر خمسة عشر شابا مصريا إلى ميونيخ حتى يتم تأهيلهم وإعدادهم ليكونوا نواة تدريس اللغة الألمانية بمصر . وفى عام 1958 تم تأسيس معهد جوتة بالقاهرة كمركز ثقافي ألماني ومعه معهد لتعليم اللغة الألمانية ثم تم توحيدهما عام 1963، كما تم إنشاء فرع للمعهد بمدينة الإسكندرية عام 1959. ومنذ ذلك الحين تبوأ معهد جوتة مكانة مرموقة فى منظومة المؤسسات الثقافية الألمانية العاملة فى مصر، كما أصبح مهدا لنشر اللغة والثقافة فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها حيث يضطلع بالعديد من المهام المحورية فى إطار السياسة الثقافية والتعليمية خارج ألمانيا منها: أولا نشر وتشجيع تعليم اللغة الألمانية فى الخارج: حيث يسهم بالتعاون مع الإدارة المركزية للمدارس الألمانية بالخارج والهيئة الألمانية للتبادل العلمي، وفى إطار مبادرة مدارس شركاء المستقبل فى تشجيع ودعم تدريس اللغة الألمانية بالمدارس المصرية. ثانيا رعاية التعاون الثقافى الدولى: ولا يقتصر فى أنشطته الثقافية على البعد الثقافى الألمانى فحسب بل يشجع التفاعل الثقافى فى شتى المجالات مثل الأدب والشعر ودعم الترجمة ونشر الكتب وتنظيم دورات تأهيلية للناشرين، كما يهتم بالمسرح والسينما وإقامة المهرجانات ومعارض الفن التشكيلى. ومعهد جوتة هو اكبر مؤسسة على مستوى العالم لنشر اللغة والثقافة الألمانية وله 160 فرعا فى 94 دولة وله شركاء على مستوى العالم من البلاد الموجود بها ولا يتجاوزوا » 13« شريكا ويعتبر المركز الثقافي المصري الالمانى هو شريكه الرسمي والوحيد فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.