اكد وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره السعودى عادل الجبير تطابق الرؤى بين البلدين حيال الملفات والقضايا الاقليمية، ومن بينها ما يتعلق بسوريا واليمن. واكد شكرى ان العمل يقوم على تنسيق وثيق ورؤية مشتركة، بينما اعرب الوزير السعودى عادل الجبير عن دهشته لما يتردد عن وجود خلافات فى الرؤى بين المملكة ومصر خاصة فى هذين الملفين . جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده شكرى ونظيره السعودى فى ختام جلسة مباحثاتهما أمس بالقاهرة حيث رحب وزير الخارجية بنظيره السعودى فى اول زيارة له لمصر منذ توليه مهام منصبه مشيرا الى ان هذه الزيارة تأتى فى وقت مهم لما يموج به العالم العربى من تحديات. وقال شكرى ان المباحثات تناولت العلاقات الثنائية فى مجملها سواء السياسية أو الاقتصادية او الثقافية. واوضح انه تم ايضا تناول العديد من القضايا الاقليمية خاصة قضية اليمن. وأكد شكرى تطابق الرؤى بالنسبة لاستعادة الشرعية وتنفيذ قرار مجلس الامن وكذلك الجهود والوسائل المبذولة لتحقيق الاحتياجات الانسانية للشعب اليمنى الشقيق ورفع المعاناة عنه بقدر الإمكان، مشيرا الى انه تم ايضا بحث الاوضاع فى سوريا واهمية ايجاد الدعم للقوى المعارضة السورية الوطنية حتى تستطيع ان تفعل العمل السياسى لخروج سوريا من ازمتها، وفقا لمقررات «جنيف 1» بالاضافة الى تناول تكامل العمل بين مصر والسعودية فى دعم المعارضة الوطنية ومقاومة ما يتم من انتشار لظاهرة الارهاب والعناصر الارهابية على الساحة السورية. واضاف انه تم ايضا مناقشة التطورات فى العراق وليبيا وقضية الارهاب حيث سيتم العمل على المشاركة فى المؤتمر الذى سيعقد بباريس بعد غد لدول التحالف ضد داعش لتأكيد الموقف العربى تجاه اهمية التصدى لهذه الظاهرة بشكل شامل ومتكامل وعمل مشترك وان يتحمل المجتمع الدولى مسئوليته فى هذا الشأن. من جانبه اكد وزير الخارجية السعودى عادل الجبير اهمية العلاقات التى تربط بين البلدين وحرص قيادتى البلدين على تعزيزها معربا عن تطلعه لمزيد من التشاور والعمل مع مصر لمصلحة البلدين والشعبين. واكد وزير الخارجية السعودى انه يتفق تماما مع ما قاله شكرى فيما يتعلق بسوريا واليمن ولايوجد خلافات بين مصر والسعودية فيما يتعلق باليمن او سوريا وكلنا نسعى لابعاد بشار الاسد عن الحكم بعد ان فقد شرعيته ونسعى لإيجاد الامن والاستقرار كما نسعى للحفاظ على المؤسسات فى سوريا حتى يمكن التعامل مع التحديات فيما بعد نظام الاسد. وقال الجبير ان الارهاب لا يعرف دينا ولا مذهبا ولا عرقا ولا جنسا ولا إنسانية ومن الواجب على جميع الدول فى العالم ان تواجه الارهاب والتطرف بأقوى شكل ممكن، مشيرا الى ان السعودية اتخذت مواقف قوية بالنسبة للارهاب والتطرف و من يدعمهما وسنستمر فى ذلك حماية للشعب السعودى و للعالم أجمع ،وأكد ان التعاون بين مصر والسعودية فى المجال الامنى قوى جدا وكذلك فى مجال تبادل المعلومات لمواجهة الارهاب. وأشار الى ان السعودية قامت بالمبادرة عندما قدم الملك عبد الله بن عبد العزيز تمويلا الى الاممالمتحدة لانشاء المركز الدولى لمكافحة الارهاب بهدف تكثيف التعاون الدولى فى هذا المجال كما ان السعودية ترتب مؤتمرات لتجمع الدول للعمل لتكثيف التعاون لمواجهة الارهاب ومن الواضح حجم ما تقوم به المملكة فى الداخل لمواجهة الإرهابيين و الفكر المتطرف و مواجهة ومعاقبة من يدعم هذه التيارات حتى نقضى على هذا البلاء بإذن الله. وردا على سؤال حول محاولة بعض الدول الاقليمية خاصة ايران التدخل فى الشئون الداخلية لعدد من الدول العربية قال سامح شكرى اننا تطرقنا فى المباحثات الى كل ما يهم الامن القومى العربى وتحقيق الامن والاستقرار فى الدول العربية وللشعوب العربية مؤكدا ان الامن القومى لمصر مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن السعودية وامن دول الخليج بصفة عامة. من جانبه قال عادل الجبير انه تم بحث موضوع عدم تدخل اى قوى اقليمية من خارج المنطقة فى شئون الامة العربية وخاصة فى لبنانوسوريا ونرفض اعمال ايران والاعمال السلبية التى تقوم بها ودعمها للارهاب ونحن نتطلع لأن تكون علاقات طبيعية بيننا وبين ايران وان نبنى علاقات سوية قائمة ومبنية على عدم التدخل غير ان هذا يرتبط بسلوك ايران وعدم اتخاذها اجراءات تضر بمصالح الدول العربية ولن نسكت على تدخلاتها فى شئون المنطقة . وردا على سوال حول وجود تنسيق مصرى روسى لطرح مبادرة جديدة حول سوريا نفى شكرى وجود مبادرة مصرية روسية مؤكدا « ليس هناك مبادرة يتم بلورتها للتعاون بين مصر و روسيا ولكن هناك تنسيقا مع روسيا فهى دولة فاعلة ونعلم جميعا تأثيرها على المشهد السورى وما تقوم به ايضا من جمع فصائل من المعارضة السورية ومحاولة الخروج بتصور يطلق عملية سياسية وهذا يصب فى نفس المصلحة التى نعمل من اجلها وليس بالضرورة ان نكون متوافقين تماما مع الاطر او بعض المفردات التى تتم ولكننا نعمل فى اطار التنسيق والاهتمام بالمواقف الروسية وبتأثيرها على الساحة السورية ونرى فيها ايجابية فى مجال دعم المعارضة ونسعى من خلال الصلة القائمة بين روسيا والحكومة السورية لان تمارس روسيا وتلعب دورها الريادى فى اقناع النظام السورى بضرورة الانخراط فى العملية السياسية مع مختلف عناصر المعارضة التى تعمل مصر وروسيا والسعودية على تدعيمها لانها تمثل المعارضة الوطنية التى هى مؤهلة لان تكون معبرة عن ارادة الشعب السورى وان تقود فيما بعد المعركة ضد العناصر الارهابية التى استباحت الاراضى السورية فى الفترة الماضية . وأضاف الجبير ان اتصالاتنا مع روسيا تتطابق مع الاتصالات المصرية مع روسيا و هى لإقناع روسيا بأن تتخلى عن بشار الاسد.