تلقيت اتصالا هاتفيا من مدربين لهما شأن كبير فى الاهتمام بالناشئين بالاهلى وخارجه وهما الكابتن شوقى عبد الشافى المشرف على أكاديميات القلعة الحمراء والآخر صاحب تاريخ حافل إلا أنه تحفظ على ذكر اسمه، رفعا للحرج عن الآخرين على مقال السبت الماضى «شراء العبد ولا تربيته». وجاءنى صوت شوقى عبدالشافى منفعلا ومدافعا عن قطاع الناشئين بالاهلى ليس الحالى فقط ولكن على مدى السنوات الماضية وأنهم تعرضوا لظلم كبير ولم يدافع عنهم أحد وراحوا ضحية البرتغالى مانويل جوزيه الذى تفنن فى تحطيم معنويات المدربين قبل اللاعبين الصاعدين وحرمانهم من الحصول على فرصة فى ظل شهوة البطولة التى تملكت الجميع خاصة الجماهير التى لا تعترف إلا بالفوز فقط مهما كان الثمن. وقال إن مدربى قطاعات الناشئين ظلموا بما فيه الكفاية ولم ينظر أحدا الى حجم الجهد الذى يبذلونه وعدد اللا عبين المنتشرين فى صفوف الاندية وتخرجوا من مدرسة الاهلى. وأشار أيضا إلى أن لغة الاحتراف منحت صكا أخضر صريحا لتفضيل شراء العبد على تربيته نظرا لعدم قدرة المسئولين والجماهير والاجهزة الفنية على الصبر على اكتشاف المواهب، لذا بات تفضيل اللاعب الجاهز حاليا، غير أنه بات متحفزا ومتمسكا بضرورة منح الفرصة للمميزين والصبر عليهم ومن خلال المتابعة لاحظ الفارق الكبير بين مستوى أبناء النادى والوافدين من الخارج. ولكن يبقى رأى المدرب الآخر الذى تحفظ على ذكر اسمه حمل الكثير من المفاجآت غير المتوقعة بالنسبة لى وربما تكون معلومة لدى الجميع وهى قيام أغلب قطاعات الناشئين بالتزوير فى اعمار بعض اللاعبين لمنح فرقهم التفوق خلال المنافسات ولاثبات نجاحهم أمام المسئولين وهو مايعد فى غاية الخطورة وهو أحد أسباب تدهور المستوى لان مثل هذا اللاعب يتوقف نموه الكروى عند سن معين ولايصلح للفريق الأول وبعدها نهاجم المنتخبات الافريقية ونتهمها بأنها تزور فى أعمار اللاعبين.. وهنا السؤال الذى يطرح نفسه كيف يتم الحكم على مدى نجاح قطاعات الناشئين.. هل بالبطولات الوهمية أم باكتشاف المواهب وتقديمها للفريق الأول. وكشف المدرب ذاته عن أن ناديا بحجم الاهلى مثلا انظر إلى أسماء المدربين الذين يقودون القطاع لتعرف حجم الكارثة فاغلبهم بلا خبرة ولا دراسات ثم تحدثنى بعدذلك عن أسباب تراجع الكرة المصرية وغياب المواهب.. كنا زمان لا نجرؤ على اتخاذ قرار إبعاد أى ناشئ الأمن خلال قرار جماعى.. الآن المدربين يفعلون كيف يحلو لهم ثم بعد ذلك يعود هذا اللاعب للاهلى لتكتشف أنه قد تم طرده من قبل. وفى النهاية يصبح شراء العبد ولا تربيته أمرا واقعا لا يقبل النقاش فرضه الاحتراف واستسلام الأندية الكبيرة لشهوة البطولة ليسقط معها أحلام وطموحات المستقبل إلا من تمنحه الاقدار فرصة الهروب من المقصلة ليحجز مكانا بين الكبار. لمزيد من مقالات محمود صبرى