جزء كبير من آثار مصر الفرعونية التى تحتضنها قرية صا الحجر التابعة لمركز بسيون بالغربية، فى طى النسيان والإهمال، نتيجة استمرار تجاهل المسئولين لهذا المنجم الأثرى الضخم سواء داخل المجلس الأعلى للآثار، أو محافظة الغربية، وبدلا من استغلاله وتحويل القرية إلى مزار سياحى عالمى، ومصدرا لزيادة الدخل القومى. اكتفى السادة المسئولون بوضع لافتة مكتوبا عليها ممنوع الاقتراب من هذه الأماكن، فى محاولة لمنع أى تعديات عليها فقط، لتتحول بمرور السنين والأيام إلى مجرد أطلال ومناطق شبه مهجورة، رغم أن الآثار والمسلات الفرعونية التى خرجت من القرية بعد نهبها فى القرن الثامن عشر والتاسع عشر راحت تتزين بها العديد من الميادين الشهيرة بالعاصمة الإيطالية روما، وكذلك بعض تماثيل الأسرة 26 التى تضمها متاحف الفاتيكان واللوفر وتورينو والمتحف اليونانى. وقرية صا الحجر التى يعود عمرها إلى سبعة آلاف عام وبالتحديد لعصر ما قبل الأسرات، وعندما دخل الإغريق مصر تعلموا الطب على أيدى كهنة معبد نبت فيها، كما كان يوجد بالمنطقة ما يسمى ببيت الحياة والذى كان بمثابة قاعة ضخمة لدراسة العلوم المختلفة، وتخريج أفضل الأطباء واشتهرت تلك المدينة، بأنها مكان مقدس لابد أن يجتازه الموكب الملكى للملك المتوفى، ويرجع الفضل لإعادة اكتشاف قرية صا الحجر للعالم الفرنسى أوجست مارييت عام 1850، إلى أن عثر العالم الأثرى برزنتى على العديد من التماثيل الأثرية بها عام 1893، بعدها قام الأثرى المصرى أحمد باشا كمال بعمل حفائر فى بلدة الكوادى المجاورة للقرية، والتى كان يعتقد أنها جبانة مدينة سايس، وعثر بها على ثلاثة تماثيل وجزء من تابوت أثرى وفى عام 1901، عثر على تمثال لكبير كهنة نبت (واح – ايب – رع ) وكان يعمل مديرا للحدود وحكام الصعيد، وفى السبعينيات من القرن الماضى قامت بعثات مصرية بإجراء حفائر فى سايس، وعثر على الحمام الهيلنستى الذى لم يتبق منة إلا أجزاء قليلة ورأس ملكية ضخمة تعود إلى عصر الرعامسة، وغطاء تابوت من البازلت عليه كتابات هيروغليفية ترجع إلى كتاب الموتى، وعدد من النواميس الخاصة بملوك الأسرة 26، ومن عام 1977 وحتى الآن تقوم العديد من البعثات الإنجليزية، بالتنقيب فى سايس حيث عثرت على أقدم طبقة أثرية فى الدلتا تعود إلى عصر ما قبل التاريخ والعديد من الأوانى الفخارية التى ترجع الى مختلف العصور المصرية القديمة . وقد أكدت الدكتورة بينالوبى ويلسون أستاذة الآثار المصرية القديمة ومديرة البعثة الأثرية الإنجليزية خلال الندوة الأخيرة التى استضافتها كلية الآداب بجامعة المنصورة، إنه مازال هناك الكثير من الأسرار فى باطن صا الحجر تتنظر الكشف عنها بعد العثورعلى دفنات آدمية وحيوانية وتمثال للملك بسماتيك طارد الآشوريين طوله 14 سم حيث من المتوقع وجود مقابر خاصة بملوك الأسرة 26، وعند الكشف عنها ستكون بمثابة وادى ملوك جديد فى الدلتا. وأعلن ممدوح عباس موسى مدير عام الآثار بمحافظة الغربية أنه كان هناك تخطيط لإنشاء مشروع عالمى منذ عدة سنوات يضم مركزا دوليا لتدريب المصريين والدول الإفريقية والعربية، بهدف إعداد كوادر فنية فى الآثار واستغلال طاقة وأفكار 370 أثريا يعملون داخل المحافظة بعيداعن الروتين والجلوس بالمكاتب الإدارية بالإضافةإلى إقامة فرع لكلية الآثار وقاعة للمؤتمرات ومتحفا عالميا، وحديقة مكشوفة، ومعمل مختبر مجهز بأحدث الأجهزة والوسائل الحديثة، التى تساعد الباحثين فى عمليات التنقيب بأسلوب علمى حديث، للوصول إلى الكنوز الأثرية لآثار المنطقة التى تقع على مساحة 50 فدانا، والاستعانة بمتخصصين من جامعه القاهرة ودول مانحة فى مجال الاهتمام بالآثار الفرعونية المصرية، ومنظمات دولية وجامعات أجنبية، من المهتمين بالتراث المصرى للتنقيب، لكن ظلت فكرة إنشاء المشروع، لإنقاذ المنطقة الأثرية محلك سر، بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة.