هي الرجالة خلصت « كان هذا أول تعليق لأهالي مدينة المراغة عند تولي المهندسة أحلام احمد السيد منصب رئيس المدينة، لكن بعد فترة من العمل أصبح رجال هم ساعدها الأيمن في التنمية ، فأنجزت ما لم ينجزه الرجال في كل المواقع التي عملت فيها واستطاعت تغيير الصورة النمطية عن المرأة الصعيدية التي تقدمها الدراما التليفزيونية والتي حصرتها في المرأة الجاهلة التي تحرض زوجها علي الأخذ بالثأر فلم يقتصر عملها علي محافظة سوهاج فقد كانت سفيرة عن نساء صعيد عندما تولت منصب سكرتير عام محافظة البحيرة ثم الاسماعيلية لتعود مرة أخري لموطنها الأصلي في محافظة سوهاج في منصب سكرتير عام المحافظة لتكون أول سيدة تتولي هذا المنصب في الصعيد فكانت نموذج للمرأة العاملة التي استطاعت أن تنجح في عملها وفي أسرتها وتقدم نموذجا مشرفا لامرأة من الصعيد الجواني. تخرجت فى كلية الهندسةٍ قسم اتصالات جامعة أسيوط ، كانت بداية عملها في مركز مدينة جرجا مسقط رأسها في الإدارة المحلية الإشراف علي مشروعات الكهرباء ثم أسند لها تراخيص المحال التجارية والصناعية ثم اسند لها بعد فترة قصيرة إشغالات الطرق ثم تولت بعد ذلك إدارة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وحصلت علي المركز الأول كأفضل مركز معلومات عام 1995 الي عام 2001 ثم رشحت بعد ذلك لمنصب نائب مركز مدينة المراغة وبعد عام ونصف تولت رئاسة مركز ومدينة المراغة ولأول مرة تتولي امرأة هذا المنصب في الصعيد . كيف استقبل الأهالي تعيينك رئيسا لمدينة المراغة وهي أول مرة يتم تعيين امرأة في هذا المنصب ؟ قالوا «هي الرجالة خلصت جايبين وحدة ست « وبعد فترة قصير حدث تحول كبير في رأي الأهالي في هذا القرار لدرجة أنهم غضبوا كثيرا عندما تم تعييني رئيس مدينة المنشاة، والحمد لله حققت إنجازات يشهد لها أهالي المراغة والمنشاة وبدعم منهم وبتشجيع من القيادات المحلية والمحافظين السابقين وأتذكر ما قاله اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج السابق عندما قام بتعييني رئيس مدينة المنشاة وكان هناك اعتراض من البعض علي هذا القرار فقال لهم اعطوها فرصة ثلاثة أشهر فقد كانت في مدينة المنشاة مشكلات كثيرة استطعت بمعاونة الأهالي وزملائي في العمل التغلب عليها وإثناء تكريمي بجائزة الأم المثالية قال لي اللواء محسن النعماني انه كان يراهن علي والحمد الله لم أخذله وأصبح الأهالي متمسكين بي وحزنوا كثيرا عندما تم نقلي للعمل في محافظة الاسماعيلية . ما هي طبيعة عملك كسكرتير عام محافظة سوهاج؟ السكرتير العام هو رئيس الديوان العام للمحافظة بالإضافة إلي أي عمل آخر تسنده المحافظة لي. ما هي العقبات التي واجهتك في بداية عملك في منصب رئيس مدينة في الصعيد ؟ أولا أنا من الصعيد أعرف عادات الناس وتقاليدهم فمجتمع الصعيد مجتمع تربيت فيه واعرف كيفية التعامل مع المواطنين ، بالإضافة إلي أن الرجال في الصعيد عندما يجدوا من يعمل من أجلهم بإخلاص وحب يقفوا بجواره وهذا ما حدث معي ،وقد وقفت أمامي عقبات من نوعية إقامة طريق في أرض زراعية وكان الأهالي يرفضون التنازل عن الأرض التي يمر بها الطريق فيتصل بى العاملون في الطريق يقولون لي إن الأهالي يعترضون الطريق فأقوم أنا بالذهاب إلي أصحاب الأرض وبعد التحدث معهم أجدهم يقولون لي « والله خطوتك عزيزة علينا لو جيتينا علي حد من أولادنا لا نعزه عليك « ويوافقون علي مرور الطريق فتقديري للمواطنين مردوده تفهم و تقدير منهم يفوق توقعاتي ، وفي رأيي أن الرجل الصعيدي أكثر تفهما ووعيا علي عكس ما يعتقد البعض من أن الصعايدة مقفلين . عملك في الإدارة المحلية من الصعيد للاسماعيلية إلي البحيرة ثم الوزارة في القاهرة ، كيف استطعت أن تؤدين عملك في ثلاث محافظات مختلفة في الجغرافيا والطباع ؟ هو في البداية توفيق من عند الله ثانيا الإخلاص في العمل يذلل أي عقبات كانت تقف أمامي ،والناس سواء في الصعيد أو في الاسماعيلية أو حتى في البحيرة عندما يجدون المسئول قلبه علي العمل ومتفاني فيه لا فرق لديهم بين الذي يؤدي العمل رجل أم سيدة ، وأنا لم أجد أي صعوبة في عملي في الثلاث محافظات التي عملت فيهم أو حتى عملي في الوزارة في القاهرة وبالرغم من تركي العمل في البحيرةوالاسماعيلية إلا أن لي صداقات بالأهالي هناك مازلت علي اتصال بهم في المناسبات وكل ما أتولي منصبا جديدا أجد من يهنئني من الأسماعيلية ومن البحيرة ومن القاهرة . كان للمرأة دور سياسي بارز في الفترة الأخيرة هل تري أن ما حصلت عليه المرأة بعد الثورة كاف ؟ أنا غير راضية عن تمثيل المرأة في المحليات لأنه متدن جدا بالرغم من دورها الكبير في الأحداث السياسية الأخيرة فقد شاركت المرأة في الصعيد بشكل كبير في ثورة يناير وثورة 30 يونيو والانتخابات الرئاسية الأولي والثانية وفي الاستفتاء علي الدستور وكان من المتوقع أن تنال قدرا من الاهتمام والتقدير ، وأتمنى نظرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير التنمية المحلية تشمل المرأة وخاصة من لديها فكر وحققت انجازا علي أرض الواقع. ما رأيك في تعيين مساعدين للمحافظين لا يشترط فيهم أن يكونوا من عملوا في المحليات ؟ أنا لا أستطيع أن أقف ضد هذا القرار لكن لماذا لا يتم الاستعانة بالكفاءات الموجودة في المحليات بعد أن توضع تحت الميكروسكوب ومن يثبت جدارة يصعد ويأخذ حقه وأن يكون تمثيل المرأة في المناصب القيادية كبيرا وأنا أري الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج متفهما للدور الذى تقوم به المرأة في شتي القطاعات في المحافظة ودائما ما يقول لي أنت في مكانك وفي عملك محافظ وكل مسئول في المحافظة في مكانة هو ممثل للمحافظ له كل الصلاحيات ، هذا التفكير لا يخرج إلا من شخصية واثقة من إمكاناته ومن نفسها . هناك مقولة دائما ما تقال إن الفساد في المحليات للركب ؟ الفساد في المحليات نستطيع التغلب عليه بتحسين الأجور لأنها متدنية جدا وهي السبب من أسباب الفساد خاصة في الإدارات الهندسية لان الموظف يعمل في مشاريع بالملايين ويجد زميله الذي كان يدرس معه يعمل في المشروع ويتقاضي راتبا أضعاف أضعاف ما يتقاضاه هو من عمله في المحليات ، لذلك لابد من وجود عدالة في الأجور في المحليات وللأسف لم يطبق الحد الأعلى والحد الأدنى في الأجور إلي الأن. في رأيك لماذا لم تأخذ المرأة حقها في توليها منصب محافظ وهل هناك مواصفات خاصة تؤهل الرجل لهذا المنصب وغير موجودة في المرأة ؟ بحزم ردت المهندسة أحلام قائلة : المرأة قادرة علي تولي منصب المحافظ ولا توجد مواصفات خاصة للمنصب أنا مثلا من طبيعة عملي كسكرتير عام المحافظة تتطلب وجودى في المكتب قبل المحافظ وأظل في ديوان عام المحافظة بعد مغادرة السيد المحافظ وحتى في يوم الأجازات وفي الأعياد موجودة في مكتبي أتابع وأشرف وأقوم بدوري علي أكمل وجه ، وقد تولت المرأة مناصب عديدة وأثبتت جدارتها وإذا كانت المرأة نجحت في عملها كوزيرة تستطيع أن تنجح وتتميز لو عينت محافظا لان النجاح لا يتجزأ والمرأة عندما توضع في موقع المسئولية تبذل جهدا أكبر بكثير من الرجل لأن عليها عبئا أكبر حتى تثبت وجودها للآخرين، بعيدا عن العمل والمسئولية حدثينا عن أحلام احمد السيد الزوجة والأم ؟ النجاح لا يتجزأ وأنا لو نجحت في عملي وكان هذا النجاح علي حساب أولادي وزجي وبيتي يكون ليس له قيمة، النجاح الحقيقي أن أستطيع أن أؤدي عملي علي أكمل وجه وفي نفس الوقت أكون راضية علي أدائي مع أولادي أنا أم لثلاثة أولاد وبنت الابن الأكبر حاصل علي بكالوريوس هندسة وهو الآن في منحة في أمريكا والابن الأوسط يعمل وكيلا للنائب العام في الأقصر والابن الأصغر حاصل علي بكالوريوس هندسة ويعمل معيدا في المعهد العالي للهندسة أما البنت الوحيد فقد حصلت علي بكالوريوس تربية عام انجليزي وأتذكر عندما تم ترشيحي لمنصب رئيس مدينة المراغة كان أبني الأكبر وقتها في الثانوية العامة والباقين في مراحل التعليم المختلفة وكانوا في هذا الوقت في أشد الحاجة إلي وقبل أن أتخذ قرار قبول هذا المنصب جلست مع زوجي وأولادي وعرضت عليهم الموضوع وقلت لهم ما رأيكم أقبل المنصب أم أرفضه قالوا لي اقبليه وشجعوني علي العمل ومواصلة النجاح والحمد الله نجحت في عملي ونجحت في تربية أبنائي وأنا فخورة بهم لان نجاحي معهم أكبر بكثير من نجاحي في عمل . كيف يبدأ يومك كامرأة وأم ورئيسة مدينة ؟ يبدأ يومي من الساعة الخامسة أصلي الفجر ثم أبدأ في تحضير الإفطار ثم الغداء قبل الذهاب للعمل وفي الساعة السابعة أذهب إلي مكتبي لمزاولة عملي وبعد دخول أبنائي الجامعة كنت أسافر كثيرا في المحافظات التي أعمل بها وكانوا هم نتيجة لدراستهم في الجامعة كانوا يقيمون في مدينة جامعية وفي الأجازات يأتون إلي في المكان الذي أعمل فيه أيا كان في الصعيد أو البحيرة أو القاهرة . تحدث للمرأة في العمل مضايقات قد تكون مقصودة أو غير مقصودة هل تعرضت لهذا خلال مشوار عملك ؟ المرأة تستطيع بقوة شخصيتها ووقارها أن تفرض الطريقة التي تحب أن تتعامل بها وأنا لم أتعرض طول عملي الي مضايقات من هذا النوع وأنت تعلمي الصعايدة جدعان عندما يجدون امرأة محترمة ولا تخشي في الحق لومه لائم وتعمل بهمة وبعزم يكونون لها الحماية والسند . تصور الدراما التليفزيونية والسينمائية المرأة الصعيدية علي انها المرأة المغلوب علي أمرها الجاهلة التي تدفع زوجها للأخذ بالثأر هل هذه الصورة حقيقية ؟ هذه الصورة النمطية التي يصدرها الاعلام عن المرأة في الصعيد غير حقيقية بالمرة المرأة الصعيدية صاحبة قرار ولا يستطيع الرجل أن يأخذ قراره في أمر من أمور الأسرة منفردا وفي الموضوعات المصيرية تجد الراجل وسط جمع الرجال يقول « اتركوني فترة للتفكير لكنه في الحقيقة هو يريد أن يعرض الموضوع علي زوجته لكي تساعده في اتخاذ القرار وعندما يأخذ رأيها يقول هذا قراري لذلك أقول دائما أن المرأة هي التي تساعد الرجل في أتخاذ القرار والرجل هو من يقوله وهذه قمة الديمقراطية . ماذا تحتاج المرأة في الصعيد ؟ تحتاج اهتماما أكبر في التعليم والصحة وان يكون لها تمثيل في المناصب القيادية ونتمنى من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعمل « كوتة « للمرأة الصعيدية في الأعضاء الذين يتم تعيينهم في مجلس الشعب حتى يكون لها تمثيل أكبر في البرلمان القادم وفي المحليات تستطيع من خلاله عرض مشاكل وهموم المرأة واحتياجاتها.