أكد المشاركون فى المنتدى الدولى للحوار بين الثقافات على ضرورة حشد الجهود الدولية لمواجهة قوى التطرف والإرهاب، ومعالجة جذور مشكلات التمييز والكراهية والتفرقة على أساس الدين أو العرق أو النوع. جاء ذلك فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذى يعقد فى العاصمة الأذرية باكو على مدى يومين تحت رعاية رئيس أذربيجان حيدر علييف، وبالمشاركة بين حكومة أذربيجان ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» ومنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية والمجلس الأوروبى ومنظمة الإيسيسكو، وممثلى الدول والمنظمات الدولية المختلفة. وأعلن رئيس أذربيجان، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الذى تشارك فيه 100 دولة، أن بلاده التى تعد نموذجا لاحترام التعدد الثقافى والعرقى والدينى تضرب المثل للعالم من أجل مواجهة أسباب الفرقة، موضحا أن العالم يحتاج إلى مناقشات مفتوحة من أجل تطوير ودعم قيم التعددية والتفاهم خاصة فى ظل حالة القلق الدولى ووجود علامات على نقص التفاهم تشكل مصدر قلق. وشدد علييف على أنه لا بديل أمام العالم عن القبول بتعدد الثقافات والحضارات. وضرب علييف المثل بأذربيجان التى تضم أقدم المساجد والكنائس والمعابد وهى جزء من العالم الإسلامى وأوروبا وتعمل كجسر حضاري. وأشار إلى أهمية التعليم باعتباره أحد أهم الموارد فى نشر قيم احترام الآخر، ونبذ التطرف والإرهاب، وحذر من النتائج الكارثية لتقسيم العالم على أسس دينية وعرقية. وأضاف رئيس أذربيجان أن المنتدى يمثل فرصة ذهبية لبحث إيجاد عالم أفضل خال من المشاكل، مضيفا أن باكو أصبحت عاصمة للثقافة الإسلامية وارتبطت بالشرق والغرب على السواء و أصبحت مركزا للحوار الثقافى بين شعوب العالم. وقال إن المنتدى له إسهام متميز لدعم الجهود الدولية من أجل تعزيز العدل والسلام والحوار بين أتباع الأديان والحضارات كما أنه منطلق جديد للتعاون الدولى الذى تتعاظم أهميته فى الوقت الراهن. وأضاف علييف أن الحوار بين الثقافات يحتاج إلى دفعة جدية نحو فضاء أرحب ليكون نمطا للعلاقات بين الشعوب لتوسيع مجالات التعاون ولدعم القيم المشتركة وبناء مستقبل الأجيال القادمة والتحول الديمقراطى والتخلص من الانشقاقات والأحقاد بين أتباع الثقافات المختلفة. وفى الوقت نفسه، قالت إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة اليونسكو، إن التحالف العالمى الداعم للحوار بين الثقافات يعد منصة لتوحيد الجهود لمواجهة جذور التطرف والكراهية والعنف، حيث يشهد العالم تصاعدا فى الأعمال الإرهابية والتطرف باسم الأديان. ومن جهته، قال أياد مدني، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، إن العالم يعيش فى وقت حساس يستلزم الشجاعة من أجل الحوار و بناء جسور التفاهم بين الحضارات. وشاركت مصر بوفد يمثل وزارات الثقافة والسياحة والتعليم العالى والسفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، كما شارك ممثل لجامعة الدول العربية. .. وروسيا تشيد بإسهامات الأزهر والشيخ أحمد الطيب أشاد مبعوث روسيا فى منتدى حوار الثقافات الذى يعقد فى أذربيجان بدور الأزهر والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب فى مجال السعى للتقريب بين السنة والشيعة والعمل الجاد فى مجال حوار الثقافات والأديان. وقال كونستانتين شوف ألوف ممثل وزارة الخارجية الروسية، فى المنتدى، إن العالم بحاجة إلى قادة دينيين يعملون على تشجيع التفاهم ونبذ أسباب الخلاف والتعصب.