الجياع في بلدنا حائرون.. هائمون.. يتساءلون في جنون: متي وكيف وماذا يأكلون؟ الجياع في بلدنا يتكاثرون.. يتزايدون.. ينتشرون.. ولم تعد تخطئهم مقل العيون! الجياع في بلدنا يشتكون.. يتلوون.. يكادون يصرخون.. فماذا ياتري نحن فاعلون؟ واضح أن حكومتنا مشغولة لشوشتها بقضايا أكثر أهمية وتعقيدا من قبيل أزمة البنزين والسولار وأنبوبة البوتاجاز وإضرابات السواقين والمؤقتين..الخ, برغم أن قضية الجوع والله لا تقل أهمية أو تعقيدا! ولكن هل يجوز لنا نحن كمواطنين ومجتمع مدني أن نسكت أو نظل في موقف المتفرجين وحزب الكنبة مكتفين بمصمصة الشفاه بعد أن مصمصنا الفرخة التي أمامنا حتي آخر عظمة؟! أليس حق الإنسان في الطعام يا منظمات حقوق الإنسان وياجمعيات التمويل الأجنبي من أبسط حقوق الإنسان؟ ماذا تنتظرون يانجوم التمثيل والطرب والغناء, ويا مشاهير الكرة والفضائيات, ويا أصحاب المصانع, والتوكيلات, ويا ساكني القصور والمنتجعات, ويا قيادات البنوك والبترول واخواتهما من غني القطاعات, ويا رؤساء وأعضاء إدارات القابضة والتابعة والمساهمة والمغلقة, ويا مضاربي ومتداولي البورصات, وياحائزي الشهادات المليونية والسندات الدولارية.. ويا كل أصحاب الثروات, ممن تعرفون أنفسكم.. ولم أذكركم؟! أرجوكم.. لا تنتظروا رمضان لتقيموا موائد الرحمن.. أو موائد الوحدة الوطنية (بالنسبة للأخوة الأقباط) تحركوا من الآن أخرجوا زكواتكم.. تصدقوا من أموالكم.. أغيثوا لهفة إخوانكم.. أطعموا الطعام.. طوال العام, فالجياع علي أبواب الفيلات والتاون هاوس وتحت أسوار النوادي والبروج المشيدة.. الجوع كافر.. والجياع قادمون.. قادمون! المزيد من أعمدة هشام فهيم