رغم مرور مايقرب من شهر علي السيول المدمرة التي شهدتها محافظات أسوان وشمال وجنوبسيناء رصدت الأهرام في قرية أبوصويرة بجنوبسيناء وأعمال الرصف بشمال سيناء ومعاناة المواطنين في أسوان, فالمضارون في أبوصويرة حائرون, وقدموا شكوي للنيابة العامة ضد موظفة بمجلس مدينة رأس سدر رغم الانتهاء من أعمال رصف4 طرق رئيسية بالعريش بعدما انشطرت المدينة نصفين, وفي أسوان بدأ توزيع الأسمنت علي أصحاب المنازل المتصدعة من السيول وقوافل الخير تنهمر علي أسوان وجمعية توفير جهاز3 عرائس من المنكوبين. وقد وصل تضرر الأهالي إلي تقديم شكوي في النيابة العامة ضد إحدي الموظفات بمجلس المدينة ومثار تحقيق حاليا حول هذه الشكوي بنيابة رأس سدر لتضررهم من الموظفة ومنع وصول الإعانات إليهم معتقدين أنها تقوم بمنع الإعانات بحجة أن مبالغ التعويضات قد نفدت. وفي تحقيق لالأهرام مع المضارين المنكوبين والذي انخفض عددهم من90 إلي30 خيمة بعدما نجح المسئولون بمجلس مدينة رأس سدر وبرئاسة اللواء محمود عيسي والشوبيين ومشايخ البدو وإدارة كنيسة ماري جرجس برأس سدر بعودة الأسر إلي منازلهم والتي لم تضار ضررا كاملا.. حيث استجاب الأهالي لنداء المحافظ عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء لمعاونة مجلس المدينة لرفع مخلفات السيول من منازلهم وتطهير الفرش من المياه ونشره تحت أشعة الشمس. وفي لقاء مع المضارين تقول السيدة هيام السيد التهامي إنها كانت تقيم مع أولادها الثلاثة في منزل من الأعمدة الخرسانية والجريد إلا أن السيل جرفه وكأنه لا يوجد منزل وتم تدمير كل أجهزة وأثاث المنزل دمارا شاملا وأنها تأمل من المسئولين أن يسارعوا بانتشالهم من المخيمات لإيوائهم بمنازل كما وعدوهم. أما محمد عبدالرحمن أحمد يقول إن السيل صدع منزلي وأننا نجونا بأعجوبة من السيل وأثاث المنزل دمر بالكامل.. لكني أحمد الله أنني نجوت أنا وزوجتي. أما سالم سلامة يقول لمجرد أن غادرنا المنزل أنا وأسرتي هجمت مياه السيول كالغول ودمرت كل شئ وأصبحنا في العراء. أما عبدالخالق السيد محمد فيقول أنني سارعت بحمل أولادي علي أكتافي وهربت بهم إلي سطح المنزل لأنجو من الغرق.. ووجه الشكر للقوات المسلحة لدخولها بالقوارب وانقاذنا.. لكن إلي متي يستمر بقاؤنا بالعراء. ويقول أحمد عبدالسميع محفظ قرآن بمسجد القرية إننا هائمون وحائرون بين الإيواء بمراكز الشباب والمخيمات دون حلول لمشاكلنا.. كما وعدنا المسئولون. أما صابرين سلامة فتقول إننا نعيش حاليا علي ما يقدمه لنا الجيش بالمخيمات. ويؤكد كلامها السيد زاهر أنه منذ السيول لم نتلق أي إعانات سوي ما يقدمه الجيش من أغذية وغطاء وعفشي ضاع ولم أتلق أي مليم تعويضا علي عفشي اللي راح. أما بشري إبراهيم فتقول إن ورشة ابنها التي يعيشون منها دمرت في السيل ونأمل في تخصيص مكان مؤقت يكو,ن مصدر رزق بديلا. أما نعمة السيد محمد فتقول أسرتي عددها11 فردا وكان لنا محلان لم نستطع إثباتهما في الاضرار بسبب الغرامات ونرجو تدخل المسئولين لانقاذنا. أما زوجة شرفي إبراهيم فتقول إن دخول السيل ليلا لم يمهل أحد لانقاذ أثاث منزله فقررنا إنقاذ أرواحنا. وأضافت أننا الآن في العراء وننتظر نظرة إنسانية لسرعة انقاذنا وتعويضنا. ويؤكد اللواء محمود عيسي رئيس مجلس المدينة أن هناك من يستغل الأزمة وبعض المضارين حاليا يلجأون للخيم رغم أن منازلهم سليمة من أجل صرف تعويضات لا يستحقونها وأن المحافظ اللواء محمد عبدالفضيل شوشة أصدر توجيهاته بفتح35 وحدة إيواء عاجل و20 بيتا بدويا تم تسكين معظمهما للمضارين وهناك بعض الوحدات استولي, عليها غير المستحقين. وهناك مساع مع مشايخ البدو والقيادات الشعبية لإخلاء هذه الوحدات لتكون جاهزة للمضارين فعلا. ويضيف رئيس المدينة أن مجلس مدينة رأس سدر غير مسئول عن صرف أي تعويضات لأن المسئول عن صرف التعويضات هي مديرية التضامن الاجتماعي. وفي شمال سيناء واصلت الفرق الهندسية المكلفة بإزالة آثار السيول ورصف الطرق المدمرة عملها حيث اقتربت من انتهاء عملية رصف الطرق الأربعة الرئيسية التي تربط شطري مدينة العريش الشرقي والغربي في الوقت الذي استمرت قوافل الإغاثة في الوصول إلي مدينة العريش, بينما مازال يشكو البعض من المضارين من عدم وصول المساعدات واقتصارها علي الأغذية والبطاطين وعدم البدء في تعويضهم عن الاضرار التي أصابت منازلهم وأساسهم بالرغم من قيام بعض مؤسسات المجتمع المدني من توزيع الأسرة والأجهزة الكهربائية. كما وصل عدد من قوافل الإغاثة من قري ومدن مختلفة بمحافظات الجمهورية تم تسليم البعض منها لجمعية الهلال الأحمر فيما قامت بعض الجمعيات بالتوجه مباشرة إلي إقامة منكوبي السيول واستخدام البعض الآخر دواوين في توزيع مواد الإغاثة وفق بيانات الحصر التي تطوع البعض في إعدادها وشاركت جمعية صناع الحياة في عمليات جمع وتوزيع مساعدات الإغاثة من داخل وخارج مدينة العريش. ويري أبوالسيد أن أفضل وسيلة لضمان وصول المساعدات لمستحقيها تسليمها داخل المضارين بمنازلهم تجنبا لاستيلاء غير المستحقين للمساعدات, يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني منه العديد من منكوبي السيول من عدم صرف أي تعويضات ومنهم حالة المواطن بلال مغاوري الذي فقد كل معداته بورشة السيارات التي يعمل بها ولم يتمكن من الحصول علي أي شيء نظرا لأنه ليس لديه أوراق ثبوتية يستطيع من خلالها الحصول علي حقه بالرغم من أن الواقع يفيد بتدمير ورشته بمعداتها بالكامل. وفي أسوان بعد النداء الذي وجهته السيدة سوزان مبارك إلي مؤسسات المجتمع المدني لمساعدة منكوبي السيول مازالت التبرعات المالية والعينية وقوافل الخير تنهمر علي محافظة أسوان لمصلحة متضرري السيول. وقرر المحافظ مصطفي السيد تشكيل لجنة عليا برئاسة اللواء محمد مصطفي كمال السكرتير العام للمحافظة تتولي سرعة صرف وتوزيع المواد الغذائية علي المتضررين بموجب بطاقة تموينية لكل أسرة متضررة وفق كشوف الحصر كما بدأت المحافظة في توزيع كميات من الأسمنت لأصحاب المنازل المتصدعة من الكميات التي تبرع بها الدكتور ممدوح محمد محمود رئيس شركة أسمنت أسوان وقيمتها250 ألف جنيه وتبرع بمبلغ250 ألف جنيه نقدا ووصلت المحافظة كمية مماثلة من الأسمنت تبرع بها الدكتور فكري القيسوني رئيس شركة أسمنت أسيوط ومجموعة أجهزة كهربية بعد زيارته الميدانية للقري المنكوبة. وصرح العميد سيد عبدالمحسن السكرتير العام المساعد بأنه تم الاستقرار علي موقع إنشاء400 بيت جديد بقرية الأعقاب و1000 منزل في منطقة العلاقي تستوعب كل الأسر المتضررة من السيول والأسر الأولي بالرعاية والأكثر احتياجا ويتم تنفيذها بتبرعات بنوك التعمير وبنك مصر. وقال المحافظ إن الدكتور ممدوح حمزة قد تبرع بتقديم مشروع لبناء المنازل الجديدة باستخدام طوب صناعي خفيف ورخيص وعازل للحرارة يسهم في خفض تكلفة إنشاء المنازل الجديدة بنسبة50% وسيقوم بتنفيذ نموذج منزلين بالعلاقي. وتتولي جمعية السيدة زينب لتنمية المجتمع بالسيل توفير جهاز3 عرايس فقدت أجهزتهن تحت مياه السيول. يبقي السؤال الأهم: إلي متي ستظل معاناة المضارين؟!