لاتخلو المصائب من فوائد. هذه حكمة إنسانية قديمة، ودرس حياة متكرر عبر العصور، وربما نحتاج إلى هذا الدرس بشدة هذه الأيام، حتى ننتبه إلى الترهل الذى أصبح «توصيفا دقيقا» لحالة العديد من المؤسسات لدرجة أن الإهمال أصبح هو القاعدة واداء والواجب هو الاستثناء.وحين يسود الإهمال فإن الكارثة تصبح نتيجة طبيعية، ويكون توصيفها الدقيق هو «جريمة متكاملة الأركان مع سبق الاصرار والترصد».وفى مواجهة مثل هذه الحالات، فإن الحسم ومعاقبة المهمل والمخطئ هو أمر لا مفر منه.ورغم أن لدينا مؤسسات عريقة وعتيدة، فربما نكون فى حاجة ماسة للعودة إلى البديهيات وإعادة قراءة كتاب المطالعة الرشيدة وتكرار النصائح والأسس الأولية على طريقة «اغسل يديك قبل الأكل وبعده» لنقول ان «العمل واجب والعمل حق العمل شرف والعمل حياة». ومن القواعد نفسها يصبح تطبيق العدالة حتميا ويكون العقاب والثواب ضرورة فكل حق يقابله واجب. وعندما تتم معاقبة المخطئين والمهملين وتجريسهم أيضا، دون خوف أو حسابات لاعلاقة لها بمنظومة ولوائح الاداء داخل المؤسسات نكون على بداية طريق تصحيح المسار. القضية متشعبة لكن أحد جوانب غياب الحسم ومعاقبة المخطئين هو تسرب اليأس والاحباط إلى مجموعة «المجيدين وأصحاب الضمائر المهنية والأخلاقية والدينية والوطنية» داخل هذه المؤسسات وهم يمثلون الحجر الأخير فى بقائها واستمرارها، وبدون حسم ستكون النتائج وخيمة. الحسم كما قال الرئيس السيسى أمس هو بداية طريق الإصلاح ومواجهة الترهل والاهمال الذى ينخر فى قواعد مؤسسات الدولة منذ عشرات السنين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام