لا تتعاطفوا معه، لا تشعروا بالشفقة عليه، فقد ارتكب من الجرائم ما يستحق عليه أكثر من هذا، مارس الإرهاب وجمع الأموال بطرق غير مشروعة، وفاق في دهائه وخبثه مبارك وعز وحسين سالم مجتمعين. «اقتلوا أبو تريكه أو اطرحوه أرضا»، فقد استغل موهبته ليسرق قلوب الملايين من البسطاء، مارس الإرهاب عن طريق ترويع المدافعين، وذبح حراس المرمى، وتفجير الشباك، وإطلاق القذائف الصاروخية التي أسقطت فرقا بأكملها.ومن الغريب أنه ورغم كم الجرائم التي ارتكبها أبو تريكة، تم فقط التحفظ على أمواله، تلك الأموال التي اكتسبها بطرق غير مشروعه عن طريق التلاعب بالخصوم والمنافسين، واحتكار الكرة، وسرقة الأهداف، ونهب الألقاب، وخطف البطولات.ومن العجيب أيضا، رغم كل الموبقات التي فعلها أبوتريكة، أن تجد الملايين من محبيه ومن أصدقائه النجوم يدافعون عنه، ويستنكرون قرار التحفظ على أمواله، لأنهم يرونه استحق هذه الأموال عن طريق جهده وموهبته، فهو لم يحتكر الحديد، ولم يتاجر في السلاح، ولم يقدم الأغذية المسرطنة إلى المصريين، بل كان صانع الفرحة الوحيد هو وزملاءه في وقت تكالبت الأحزان على المصريين ولم يعرفوا فيه الفرح إلا بانتصارات كروية شارك أبوتريكة في صنعها.هل هو إخوان، أم هو فقط محسوب على الإخوان، أم أنه متعاطف معهم، ربما كان كل هؤلاء وربما لم يكن، لكن إن أردتم معاقبته لموقفه السياسي بالحجز على أمواله فلا تنسوا أن تضيفوا قائمة إنجازات أبوتريكة الرياضية وبطولاته إلى إنجازات تلك الجماعة التي تصرون على احتسابه عليها. ضعوا رهانكم، وضعوا الملايين معه أمام خيارين، أن تدفعهم كراهيتهم للإخوان إلى كراهية أبوتريكة، أو يدفعهم حبهم لابوتريكة ورؤيته مضطهدا إلى التعاطف بالتبعية مع تلك الجماعة، ولتمنحوا بذلك تلك الجماعة دون إدراك منكم طوق النجاة الذي يطيل بقاءها، وقبلة الحياة التي لم تكن تحلم يوما بالحصول عليها، إلا حين استفحل الغباء، وأعيت الحماقة من يداويها.