المتابع لما يجري ويحدث علي الساحة الرياضية في الفترة الاخيرة, لابد وان يصاب بحالة من التشاؤم, وعدم التفاؤل بما هو قادم, في ظل حالة التخبط والتصعيد المستمر, والتربص بالرياضة المصرية. علي خلفية العقوبات المتوقعة علي النادي المصري عقب كارثة ستاد بورسعيد, ومحاولة كل طرف استعراض قوته سواء بالتهديد أو الوعيد, وكأننا لانعيش في دولة يحكمها القانون! تلك هي الصورة القاتمة التي لم أكن أود التطرق اليها, ولكنها للأسف اصبحت واقعا نعيش بداخله سواء رضينا ام ابينا الكل يحاول اغتصاب( هيبة الدولة) وفرض أسلوب( البلطجة) حتي مع تطبيق القانون..وإلا بماذا نبرر التصريحات المستفزة لمسئولي الاهلي وأعضاء مجلس الشعب ببورسعيد؟! كفانا مزايدة علي الوطن في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر.. فلم تعد الرياضة في مقدمة الاولويات للمواطن المصري.. بل هناك أولويات اهم في مقدمتها استعادة الامن والامان للمواطن في الشارع والمسكن. فما يحدث من كل الاطراف هو مزايدة رخيصة علي القضاء الذي ينظر القضية الشق الجنائي ومزايدة علي المجلس العسكري والحكومة, لابتزازه في إصدار قرارات هزيلة لاتبحث علي الصالح العام. نعلم أن هناك كارثة راح ضحيتها74 قتيلا من خيرة شبابنا, مما دفع النائب العام لاحالة75 متهما إلي محاكمة الجنايات والقضية الآن منظورة أمام القضاء, ويجب ان تكون هناك عقوبة موقعة علي النادي المصري والملعب الذي أقيمت عليه المباراة.. فلماذا اذن الضجة الكبيرة التي يقف وراءها أعضاء مجلس الشعب في بورسعيد, بدلا من محاولة تهيئة الاجواء وتهدئة الغاضبين لتقبل العقوبة بصدر رحب بدلا من أسلوب الصراخ والتصيد والتلويح الذي يستفز الجميع هنا أو هناك, مما يقطع الطريق علي الوصول لحل الازمة. ولماذا يحاول الطرفان الاهلي وبورسعيد استعراض كل منهما قوته مع قرب اعلان العقوبات الرياضية بحق النادي المصري.. وكأننا نعيش في دولة لايحكمها القانون, وليس لدينا جيش أو شرطة أو حتي شعب عريق له حضارة ضاربة في جذور الارض منذ قدم الاهرامات. ولقد أدهشني موقف بعض مسئولي الاهلي من الاعتراض ورفضهم لعقوبة التجميد للنادي المصري رغم انهم كانوا أول المطالبين بها وعندما قلنا اللوائح لاتتضمن مثل هذه العقوبة والفيفا يرفض التدخل في مثل هذه القضايا الداخلية.. اتهمنا بأننا كارهون للاهلي!! وعندما حاول الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء التدخل لاحتواء الموقف بعد ان تحولت القضية قضية رأي عام اصبح لها شق جنائي وآخر رياضي وثالث سياسي, اتهم من قبل نفس أعضاء الاهلي بانه يحابي المصري, وما يقوم به يعتبر تدخلا حكوميا مخالفا لوائح الفيفا بالرغم من اقناعه لاعضاء مجلسي الشعب والشوري ببورسعيد, بتقبل العقوبة في محاولة لتهدئة الرأي العام في المدينة الباسلة والمحافظة علي وحدة الوطن, والتي وجدت صدي طيبا وقبولا لدي الشارع البورسعيدي سرعان ما تصاعدت عمليات الحشد والشحن ضد العقوبات المتوقعة في المعسكرين في آخر24 ساعة وكأن هناك اطرافا اخري لاتريد لنا اغلاق هذا الملف في ظل تربص بعض القوي السياسية واستغلالها لجماعات الالتراس بهدف زعزعة امن واستقرار الوطن خاصة بعد اعلان( الالتراس) عن تشكيل ما يسمي( بالمليشيات) للدفاع عن المتظاهرين والمعتصمين وهو أبعد مايكون عن دورها الرياضي بما لايدع مجالا للشك, بان هذه الجماعات تلعب دورا سياسيا في الخفاء من وراء ستار الرياضة ووجب علينا ان نحذر منها في ظل تنامي هذه القوة التي ترتبط بتشكيلات عنقودية متدرجة لكل مدينة وتستمر حتي الشارع والحارة. ومن هنا نطالب بسرعة اعلان العقوبات التي تتناسب مع الحدث وتتماشي مع اللوائح والقوانين المعمول بها في اتحاد الكرة المصري والفيفا مع مناشدة الامن والقوات المسلحة وكل انسان مخلص لهذا الوطن بالتصدي لكل من يخرج عن القانون مع مطالبة مجلس الشعب بسرعة اصدار قانون تجريم الشغب في الملاعب للتصدي لهذه الظاهرة التي اصبحت تحكم وتتحكم في مصير قرارات مجالس ادارات الاندية! [email protected] المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد