منذ كارثة استاد بورسعيد, ولا حديث في الشارع الرياضي المصري بل العربي سوي عن العقوبة الرياضية التي ستوقع علي النادي المصري البورسعيدي, بعد أن حسم النائب العام الشق الجنائي بإحالة57 متهما إلي محكمة الجنايات. ولقد انقسم الخبراء ورجال الإعلام حول حجم العقوبة المنتظرة, وأطلق الجميع العنان لخياله واجتهاده في توقع العقوبة وهناك من طالب بتجميد وشطب أو علي الأقل هبوط المصري, بل طالب البعض بتصعيد الأمر للفيفا لرفع الحرج عن القائمين علي إدارة اتحاد الكرة المصري, قبل أن يتلقوا الصدمة برفض الفيفا ليدخل كطرف في تحديد نوع العقوبة الخاصة من خلال لجنتي الانضباط والمسابقات التابعتين للاتحاد الدولي, لأنه ببساطة شديدة لا يوجد بينهما أي بند تندرج تحته مثل أحداث بورسعيد. وفي ظل الاجتماعات والاتصالات المكثفة مؤخرا بين المسئولين بالدولة وقيادات الأهلي وأعضاء مجلسي الشعب والشوري عن بورسعيد, لا أجد مفرا من الاحتكام إلي صوت العقل والمنطق من أجل تهدئة النفوس عند الغاضبين من جماهير الناديين لتقبل ما سيتم اتخاذه من عقوبات بصدر رحب أيا كانت مادامت تتواكب مع لوائح الاتحادين المصري والدولي في ظل تطبيق القانون حتي تأخذ العدالة مجراها جنائيا في القصاص لكل من شارك أو دبر وخطط لهذه المذبحة التي راح ضحيتها خيرة من شبابنا الأبرار نحتسبهم شهداء عند الله. واستعين هنا ببعض التصريحات الصادرة عن شخص أفني عمره في العمل داخل دهاليز الفيفا وهو السوري فاروق بوظو عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي وعضو لجنة البطولات والحكام والطواريء بالفيفا سابقا, حيث كان قد أدلي بتصريحات في غاية الأهمية للزميل علاء إسماعيل أشار إليها في عموده بصحيفة البيان الإماراتية تحت عنوان: فتوي بوظو لعلها تضع النقاط علي الحروف في هذا الجدل الدائر. يقول بوظو: المشهد لديكم بالغ الصعوبة.. بل معقد للغاية لتداخل السياسة مع الرياضة وغياب الرؤية الواضحة, واعذرني فالقرار في يد مرتعشة لغياب اتحاد الكرة وتدار بواسطة لجنة من الموظفين. ويري بوظو أن إحالة القضية إلي الفيفا خطوة ليست موفقة والفيفا لن يجازف بالتدخل وإصدار عقوبات وهو ما حدث بالفعل وأعاد القضية مرة أخري للقاهرة. أما أخطر ما جاء في كلمات بوظو قوله إما عن عقوبة الهبوط إلي الدرجة الأدني فلاتصدر إلا في حالة التلاعب بنتائج المباريات أو تقديم رشاوي للحكام أو الفرق المنافسة. أما عقوبة تجميد نشاط النادي فلم أسمع عنها ووفق معلوماتي إنها تعني إغلاق مؤسسة رياضية بالكامل وهذا ضد مباديء الفيفا.. وعندما مواجهته بأن الحادث راح ضحيته47 مشجعا في واحدة من أسوأ الكوارث. قال بوظو مع خالص التعزية للضحايا وعائلاتهم إلا أن العقوبة الرياضية يجب أن تطال الملعب بعدم لعب المصري علي ملعبه لمدة زمنية طويلة ومنع جماهيره من حضور المباريات أما إيقاف النشاط فهذا أمر لم يحدث من قبل وختم بقوله: مجرد اجتهاد في حدود اللوائح الدولية.. ولكم كامل الحق في التعامل العادل مع هذه القضية الشائكة.. انتهي كلام بوظو.. ولا تعليق!. [email protected] المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد