أنا ربة منزل أقطن في حي شعبي, وكان زوجي يعمل ساعيا في شركة قطاع خاص دون تعاقد, وأصيب بعلة في عظامه وركبتيه. وأصبحت حركته ثقيلة, فاستغنت عنه الشركة, وتخلت عن خدماته فاتجه الي العمل علي توك توك أحد الجيران باليومية, ورزقني الله خمسة أبناء أكبرهم عمره الآن ثلاثون عاما, وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء.. أما الذي يليه فقد توفي منذ سنوات إثر أزمة قلبية مفاجئة.. وأما إبنتي البالغة من العمر خمسة وعشرين عاما فقد هجرها زوجها تاركا لها ثلاثة أبناء وهي تقيم معي حاليا.. ثم شقيقها الذي يصغرها بعام فهو الآخر متزوج وينتظر طفلتين توءما, وأخيرا أصغر أبنائي وعمره الآن عشرون عاما. وأعترف لك بأنني وزوجي أخطأنا كثيرا عندما انجبنا كل هذا العدد من الأبناء ثم زوجناهم صغارا.. لكننا قصدنا من ذلك الاطمئنان عليهم ونحن علي قيد الحياة. وقد مات أكبر أحفادي في حادث تصادم وحمله أبوه أشلاء متناثرة من تحت السيارة.. وقد دخل أبوه في نوبة اكتئاب شديدة وانزوي علي نفسه, ولم يعد يغادر المنزل إلا نادرا, وانقطع عن العمل وانضم الي طابور العاطلين وصارت أسرته بلا مورد رزق. ثم جاءت الصدمة الثانية عندما صارحني أصغر أبنائي بأنه مدمن حبوب وعقاقير كيميائية, وأنه حاول جاهدا الإقلاع عنها فلم يستطع وهو الآن في حاجة الي العلاج ولكن لا يدري ماذا يفعل؟.. فذهبنا به الي مصحة للعلاج من الادمان فطلبوا مني سبعة آلاف جنيه نظير علاجه لمدة شهرين, فبعت أثاث المنزل والأجهزة الكهربائية واستدنت مبلغا من الجيران والحمد لله فإن حالته في تحسن مستمر.. لكن بالي لم يهدأ حيث اخبرني ابني بعد تماثله للشفاء بأن شقيقه الأكبر قد وقع أسير الادمان بعد وفاة ابنه, وأنه يريد العلاج مثلي, ولكن من أين لي بهذا المبلغ.. إنني لا أريد أن استرسل في مزيد من التفاصيل المؤلمة لما نواجهه لكني أطمع في أن يتبني أي مستشفي حالة ابني لانتشاله من المصير المؤلم الذي ينتظره, ولو فعلت ذلك ياسيدي ستكون قد أنقذت أسرة بأكملها من دائرة الحزن الذي لا ينتهي؟ كل ماذكرته ياسيدتي عن عدد أسرتك الكبير يؤكد أن عدم الاستقرار يلاحق أسرتك منذ البداية, فلا يعقل أن يعيش كل هذا العدد في شقة واحدة وبلا مورد رزق!.. وهو مايجب أن تعيه كل أسرة فلا تسرف في الانجاب. أما عن ابنك الأكبر الذي وقع في دائرة الإدمان بعد وفاة ابنه في حادث سيارة فإنه ارتكب في حق نفسه خطيئة كبري, فما حدث له اختبار إلهي كان عليه أن يدركه بالتحمل والصبر, واحتساب ابنه عند الله وليس بالاستسلام للهواجس والآلام التي تدفع صاحبها الي الهلاك! وانقاذا لما يمكن انقاذه أرجو أن تبعثي لي بأوراقه لعرضه علي أحد الأطباء النفسيين والله المستعان.