قبل أكثر من خمسين عاما كان الشيخ سلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة الإماراتية زميلا عزيزا فى كلية الزراعة جامعة القاهرة بعد أن جذب انتباهنا جميعا بحبه الفائق لمصر وولعه الشديد بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر... ومرت الأيام والسنون إلى أن شرفنى مجلس أساتذة كلية الزراعة باختيارى عضوا بالمجلس لعدة دورات متتالية امتدت من منتصف التسعينات إلى عام 2005 فكانت فترة من أخصب فترات المعرفة والعلم والثقافة فى حياتي. ولأنه كانت تربطنى درجة عالية من الصداقة والود والاحترام مع العالم الكبير والراحل العظيم الدكتور أحمد مستجير عميد كلية الزراعة الأسبق فوجئت به ذات يوم عقب انتهاء إحدى جلسات المجلس يريدنى أن أبقى معه بعض الوقت فى مكتبه لحديث منفرد فاستجبت له وبطريقته التلقائية قال لي: « بصراحة وبدون لف ودوران نريد أن نستثمر مكانك ومكانتك كرئيس للتحرير وكابن من أبناء الكلية فى مخاطبة الجهات العليا المسئولة بالدولة لتوفير الاعتماد المالى اللازم لإنجاز مشروع تحديث المعامل والمدرجات وإنشاء مكتبة علمية حديثة تليق بكلية الزراعة كأهم وأقدم كلية بالعالم العربى فى هذا المجال»... وسرحت لبرهة أفكر فى الرد مدركا صعوبة تلبية المطلب فى ظل أوضاع مالية واقتصادية لا تخفى على أحد وفجأة خطر على ذهنى ما ينقذنى من هذه الورطة فقلت لمستجير: «ولماذا الدولة وميزانيتها.. لماذا لا نفكر فى مصدر آخر يوفر لنا هذا التمويل المطلوب».. وجاءنى رد الدكتور مستجير: «إيدى على كتفك مستنى إيه» فقلت له» إنه الشيخ القاسمى حاكم الشارقة ولا أحد سواه» ثم أردفت قائلا:«إنه كان زميلا لنا فى الكلية فى حقبة الستينات ولأنه محب لمصر وممتن للكلية التى درس فيها فلا أظن أنه سيتردد للحظة فى الاستجابة لهذا المطلب»... وبعد نحو ثلاثة أشهر فقط من الاتصالات التى أجرتها الكلية مع حاكم الشارقة جاء الرد على شكل شيك بمبلغ 25 مليون دولار. ويوم أمس شارك ضيف مصر العزيز افتتاح مبنى دار الوثائق الجديد فى الفسطاط برفقة المهندس إبراهيم محلب قبل أن يختتم زيارته للقاهرة غدا بمحاضرة يلقيها فى جامعة القاهرة باعتباره أحد ألمع خريجيها فإنه بالفعل يستحق وعن جدارة درجة الدكتوراة الفخرية التى قررت الجامعة منحها له. خير الكلام : زمانكم سلطانكم فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله