( أن يكره الإنسان غيره فهذا أمر وارد ، أما أن يكره نفسه ، فهذا ما لا محل له من الإعراب لا شرعا ولا عقلا ولا منطقا ) . فالمرء عندما يُفسد شيئا ولو قليلا فى وسيلة مواصلات عامة أو أى مصلحة أو مؤسسة أو هيئة تعود ملكيتها لعموم المسلمين ، أو فى شارع أو طريق أو غيره ، يظن – متوهما – أنه يُؤذى الحكومة أو السلطة الحاكمة ، وهو – يدرى أولا يدرى – يؤذى نفسه وأولاده وكل من يُحب . فالأموال التى كانت ستوجه لتطوير الخدمة الصحية أو التعليمية أو دعم الكهرباء أو الغاز أو البنزين والسولار ستوجه لإصلاح ما أفسده . فهذه أخطاء وخطايا ومصائب وكبائر يقترفها العامة والدهماء . إلا ان هناك كبائر يشترك فيها أولو الأمر ( بالسماح والرضى وعدم المنع ) ورجال الأعمال ( بالفعل والتنفيذ ) والعامة ( بالاقبال وعدم المقاطعة ) من أبرزها استمرار استيراد كل شىء من الصين . فالمنتجات الصينية رخيصة الثمن – فى العاجل – باهظة الثمن – فى الآجل . فصاحب المصنع المصرى لا يستطيع المنافسة لأنه سيخسر ، فتقل مبيعاته وربما يغلق مصنعه ويتشرد العمال . والمُنتِج الصينى حتى وإن قَلل السعر الآن وربما خسر سيكسب بعد فترة أسرع من الصوت ، فالسوق سيصبح مفتوحا أمامه ، والسلعة رديئة سيشتريها المستهلك أكثر من مرة فى السنة ، فلو افترضنا أن المُنتَج المصرى الجيد سعره خمسون جنيها ، والصينى بخمسة جنيهات ، فقد نظن أن الصينى رخيص ، إلا أنه – فى واقع الأمر - مرتفع السعر جدا لأنك ستشريه أكثر من مرة بعد أن يتسبب فى إفساد أجهزة ومعدات أخرى تعمل بجانبه ، إضافة إلى ضياع الوقت وخسارة الجهد . وتزداد البطالة يوما بعد يوم ، وما يترتب عليها من لجوء الشباب إلى المخدرات وما يتلوها من حوادث الطرق وانهيار الأخلاق والعادات الاجتماعية القيمة . وقبل كل ذلك وبعده غضب رب العزة سبحانه وتعالى . ورجال الأعمال بسبب الطمع والجشع واستسهال الأموال التى تُودع فى بنوك الغرب ولا تُستثمر فى الداخل كما كان يفعل الإقطاع الزراعي يساهمون – علموا أولم يعلموا – فى تدمير حاضر ومستقبل أمة بمن فى ذلك أولادهم وأقاربهم . كل ذلك ، وأموال المسلمين تُساهم فى زيادة المعاناة على المسلمين فى الصين الذين يتعرضون لصنوف من المعاناة والمهاناة والاضطهاد الذى لا يلتفت إليه أحد . ومن الأمثلة على ذلك الحكم الذى أصدرته محكمة صينية بحبس مسلم ستة أعوام بعدما أصرعلى إطلاق لحيته بعد أن رفض العديد من "التحذيرات" التى طالبته بحلقها . ولم تتوقف المصيبة عليه ، بل طالت زوجه، فقد حكمت المحكمة عليها بالسجن عامين لارتدائها النقاب . فسبحان من أعمى الأبصار والبصائر،وجعل الإنسان لما بَعُد عن خالقه يسير بنفسه إلى هلكته وهو يتبختر مزهوا بنفسه ظانا أنه من أولى الألباب والنهى !!! [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة