ذهب وفد مصرى شعبى كنسى وسياسى وأكاديمى وصحفى وإعلامى - للعاصمة الأرمينية يريفان لمشاركة الأرمن فى إحياء الذكرى المئوية لإبادة نحو مليون ونصف مليون شخص على يد الجنود العثمانيين عام 1915. وكان على رأس الوفد الشعبى الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى سرد للوفد المصرى فى مقر الكنيسة الأرمينية بحضور البطريرك الأعلى كاركيرين الثانى بطريرك الأرمن، أحاديث وحكايات إنسانية كثيرة عن المحبة والتسامح والعمل باخلاص. فكان السرد وديا تخللته ابتسامات وضحكات كثيرة، خاصة عندما لفت قداسته الأنظار الى أصل كلمة فلافل، وهى كلمة سكندرية منشقة عن الفول المكون الرئيسى فى صنع »الطعمية« وهى وصف طعم الشيء على أنه لذيذ. وكذلك الفوطة أى المنشفة فأصلها أيضا من اللغة المصرية القديمة.. مرورا بنداء الفلاحين والصعايدة للأم ب«يامه« فهى كلمة مصرية قديمة، حيث كانت بعض الترانيم القبطية تعلم الأطفال كلمات مثل »ألفا فيتا أما«، وتعني«تعالى لى يامه« أى ياأمى. الجميع خرج سعيدا بلقاء البابا ، باستثناء الذى أراد أن يسبح خارج التيار ويمنح لنفسه قدرا أعلى مما يستحق، وادعى أنه يمثل كيانا سياسيا كان يجب تقديره أكثر مما لاقى، ولكنه لاقى مصيره الذى لا يستحق سواه، ونبذه الجميع، ليس لكيانه الوهمى الذى يطالب بإقصاء فئة سياسية ليست موجودة على الساحة، ولكن لأنه يمثل كيانا لا وجود له. وكان حرى به العمل فى مجال محو أمية هذا الشعب ومحاربة الجهل، بدلا من كيانه المزيف الذى جاء بسببه ولا يعلم به أحد سواه ، ليتاجر به خارج مصر فى مهمة لا تليق البتة بالوفود الشعبية. وحسنا فعل ممثل هذا الكيان الوهمى باعتكافه ومقاطعة الوفد طوال الفترة المتبقية على الرحلة، فى موقف تمنى الجميع أن يحدث فى بداية الجولة وليس فى آخرها ، وليكن معه آخرون حتى نتجنب زيفهم وإزعاجهم. الوفد الشعبى المصرى كان سخيا بشخوصه العظيمة رغم ما به من أقزام. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري