خلال الأيام الماضية اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والآلاف من يهود الفلاشا الاثيوبيين الذين تظاهروا وسط تل أبيب ضد عنصرية المجتمع الاسرائيلى ووحشية الشرطة والتمييز ضدهم بعد تعرض احد الجنود من اصل اثيوبى ويدعى داماس بيكادا لاعتداء وحشى من قبل رجلى شرطة حيث انهالا عليه ضرباً وطرحاه أرضاً .وقد دفع الحادث رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو إلى عقد اجتماع مع مساعديه لبحث أوضاع اليهود الاثيوبيين شارك فيه ممثلون عن وزارات الأمن الداخلى والرفاه والاستيعاب والداخلية . كما قام بعقد اجتماع آخر مع ممثلى الطائفة الاثيوبية فى إسرائيل ،وفى محاولة منه لامتصاص غضب يهود الفلاشا قام نيتانياهو باستقبال الجندى داماس الذى تعرض للضرب. وما حدث ألقى الضوء على الاوضاع غير الإنسانية التى يعيشها اليهود ذوو البشرة السمراء من أصل اثيوبى فى إسرائيل فمنذ عدة سنوات نشرت صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية خبراً مفاده أن بنك الدم فى إسرائيل يقوم بتدمير كميات الدماء التى تجمع من يهود الفلاشا الاثيوبيين ويتخلص منها جميعا بشكل منهجى منظم. والسبب فى ذلك كما أكدته صحيفة «معاريف» يرجع إلى الخشية من تلوث هذه الدماء بفيروس فقدان المناعة " الايدز " .. الفلاشا الاثيوبيون نظروا للأمر على أنه إهانة حقيقية تكشف عن عنصرية الدولة العبرية. ومنذ فترة رفض أحد العاملين بنجمة داود الحمراء ( الاسعاف ) تبرع مجندة إسرائيلية بالدم بسبب لون بشرتها السمراء. وقد تقدمت المجندة بشكوى لقائد وحدتها العسكرية أكدت فيها أن العامل نهرها وهدد بإلقاء الدم فى بالوعة الصرف الصحى إذا أصرت على التبرع بدمها ! يحدث هذا رغم أن بنك الدم الاسرائيلى لا يدمر الدم القادم من الولاياتالمتحدة ونسبة المصابين بمرض الايدز فيها أعلى بكثير من نسبتها فى، إسرائيل أى أن الأمر يرجع إلى موقف عنصرى من هؤلاء الفلاشا الذين يعتبرهم المجتمع الاسرائيلى عبئا عليه ويعاملهم باحتقار باعتبارهم شخصيات غير مرغوب فيها. والاوضاع المعيشية للفلاشا فى اسرائيل تشبه إلى حد كبير الاوضاع المأساوية التى عاشها من قبل أبناء جنوب افريقيا من السود على يد الأقلية البيضاء فقد كشف جندى من يهود الفلاشا يدعى " باجو مندفرو " كان قد هاجر من إثيوبيا إلى إسرائيل بمفرده منذ عدة سنوات أنه منذ أن أنهى خدمته العسكرية فى الجيش الإسرائيلى لم يجد مكاناً يؤويه ويضطر للنوم فى الحدائق أو على المقاعد فى محطات الاتوبيس بمنطقة كريات جات ويمضى النهار يتجول فى الشوارع فهو أيضا عاطل لا يجد عملا فجميع الاماكن ترفض أن يعمل بها لانه ليس له عنوان سكن. وهناك العشرات من الجنود والمجندات المسرحين من الجيش والذين هاجروا من اثيوبيا إلى إسرائيل بمفردهم لا يجدون مأوى بعد إنهاء الخدمة سوى الإقامة فى الشارع وأمر هؤلاء الجنود لا يعنى مسؤلى إسرائيل فى شىء. وهناك جندى آخر من أصل إثيوبى تم تسريحه من الجيش الاسرائيلى بعد ان حاول الانتحار بسبب سوء معاملة زملاءه وقادته له والاعتداء عليه بالضرب. يقول الجندى ان زملائه اعتادوا مناداته، بالزنجى وأصبح بالنسبة لهم عبداً يتحدثون إليه باستعلاء لمجرد انه اثيوبى. وقال الجندى فى لقاء مع صحيفة معاريف إنه عمل كسائق فى إحدى القواعد العسكرية بالنقب وحينما ازداد اضطهاد زملائه له تقدم بشكوى إلى قائد الوحدة فما كان منه إلا أن عاقبه هو وأرسله للعمل فى المطبخ وهناك أصبح هدفاً لسخرية الطباخ الذى كان يصيح فيه أسرع بالعمل أيها الزنجى. وحينما اعترض فى إحدى المرات على هذه المعاملة كان جزاؤه صفعة قوية من الطباخ على وجهه وحينما تقدم بشكوى أخرى لقائده نهره وسخر منه أمام باقى الجنود الأمر الذى دفعه فى النهاية إلى محاولة الانتحار .. وأطفال يهود الفلاشا ليسوا أقل معاناة من عنصرية المجتمع الاسرائيلى فمنذ أربع سنوات وفى إحدى المدارس الابتدائية فى جنوب منطقة نتانيا تعرض عشرة تلاميذ من أبناء يهود الفلاشا تتراوح أعمارهم بين 9 – 12 سنة للاضطهاد والتعذيب على يد مديرة المدرسة بسبب لون بشرتهم. وطبقا لما جاء فى شكاوى أولياء امور التلاميذ للشرطة فإن المديرة اعتادت اصطحاب التلاميذ الاثيوبيين إلى غرفتها لمعاقبتهم بالصفع على وجوههم وخدشهم باظافرها حتى تنزف الدماء من أجسادهم ثم تقوم بقرع رءوسهم فى الحائط وفى النهاية تصيح : اغربوا عن وجهى أيها الزنوج ان أكبر خطأ ارتكبته اسرائيل هو سماحها لكم بالهجرة إليها .. ويروى أحد التلاميذ ان مديرة المدرسة كانت " تقرصهم " من وجوههم وتلقى بهم على الارض لأنها كما كانت تقول تكره الاثيوبيين ويضيف ان احدى المدرسات كانت تجذبهم بشدة من آذانهم، وهذه العقوبات أو حفلات التعذيب كانت تتم إما فى غرفة المديرة أو فى الفصل أمام كل التلاميذ يذكر ان نسبة كبيرة من يهود الفلاشا فى إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر ويعانون من البطالة .