أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن الفترة الحالية تشهد مستجدات قد تدفع الجماعة لمراجعة قراراتها بشأن الانتخابات الرئاسية, وأنها حتي الآن لم تحسم هذا الملف الذي عاد من جديد لإشراف مجلس الشوري العام للإخوان. وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة ان مستجدات كثيرة فرضت نفسها علي الساحة, وجعلت الإخوان تراجع بعض قراراتها وإعادة النظر في المعايير التي وضعتها لدعم أي مرشح رئاسي, وإن الجماعة طرحت من جديد بعض المتغيرات علي مجلس الشوري العام ليتخذ قرارا بشأنها في اجتماعه المقرر غدا, وأوضح حسين ل الأهرام إن التفويض الذي منحه مجلس شوري الجماعة لمكتب الارشاد وحزب الحرية والعدالة بمباشرة الملفات الرئيسية كالانتخابات الرئاسية والحكومة الجديدة, أصبح قديما الآن بسبب هذه المستجدات, مشيرا إلي أنه من حق الشوري مناقشة المستجدات علي الساحة. وأضاف الأمين العام للإخوان أن عدم تشكيل حكومة جديدة قادرة علي تحقيق طموحات الشعب جعل قواعد الجماعة وشخصيات من خارجها تضغط علي الإخوان لمراجعة قراراتها, وأن الحكومة تضع العراقيل وتفتعل الأزمات في البلاد لتشويه صورة الإخوان أمام الرأي العام الذي ينظر إليهم كأغلبية مسئولة عن التطوير والبناء, موضحا أن الإخوان يوافقون حزب الحرية والعدالة في قرار سحب الثقة من الحكومة الحالية. وقال حسين إن الحكومة والجهات المعادية للإخوان تسهم بطريقة غير مباشرة في ضغوط تتعرض لها الجماعة للدفع بمرشح للرئاسة من أعضائها, موضحا ان الحاقدين علي الإخوان يتصورون ان الجماعة لن تنجح في تحمل المسئولية في ظل الاوضاع المتردية التي تمر بها البلاد, وستفشل في إدارة الأزمة, وبالتالي تفقد مصداقيتها أمام الشعب والرأي العام العالمي. وافاد الأمين العام بأن الإخوان حاولوا الدفع بأكثر من شخصية عليها توافق للترشح للرئاسة لكنها رفضت, ربما خوفا من تحمل المسئولية في هذه المرحلة, أو بسبب ضغوط مورست علي بعضهم, موضحا أن كل الخيارات مطروحة أمام اجتماع مجلس شوري الجماعة غدا. جدير بالذكر ان الإخوان وضعوا معايير كشروط لدعم مرشح ما, وهي ألا يكون عضوا في الجماعة أو أي حزب إسلامي, لكن يجب ان يكون ذا خلفية إسلامية, وألا يكون محسوبا علي النظام السابق, وألا يكون علمانيا معاديا للمشروع الإسلامي, أو الدين الإسلامي, وأن يكون وطنيا نزيها مخلصا يحظي بتوافق الاغلبية داخل مصر. وكانت الجماعة قد اعلنت من قبل انها لن تدعم احدا من المرشحين الحاليين لأنها لم تجد احدا تتوافر فيه المعايير التي وضعتها الجماعة. وفيما يخص الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, أكد الإخوان أنهم لن يتراجعوا عن قرار عدم دعمه لكن المستجدات التي تتحدث عنها الجماعة جعلت كل هذه المعايير قابلة للمراجعة وسيتخذ مجلس الشوري العام للجماعة قرارا نهائيا بشأنها غدا. وقد تجمع نحو خمسة عشر شخصا من شباب حملة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أمام المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم, وطلبوا لقاء الدكتور محمد بديع المرشد العام, واصطحبوا معهم مجموعة من الإعلاميين, وألقوا بيانات تطالب الجماعة بمراجعة قراراتها بشأن انتخابات الرئاسة. وأعلنت الجماعة علي لسان الدكتور محمود حسين, أن الإخوان تعرفوا علي شابين من هذه المجموعة وهما محمد يونس وأسامة عبدالهادي من حملة دعم أبوالفتوح, وهما الآن ليسا تابعين للاخوان, أما الباقون فلا تعرفهم الجماعة قط.