كان زعيما دينيا وروحيا وشخصية وطنية من طراز فريد. حافظ علي وحدة هذا الوطن وتحمل ما لا يتحمله بشر. واجه ضغوطا رهيبة من النظام السابق في حوادث قتل الاقباط وتفجيرات الكنائس وشكل حائط صد بطاقته الروحية بين انفجار غضب الاقباط والنظام. وقف ضد رغبة الرئيس الراحل أنور السادات في تطبيع العلاقات مع أسرائيل وأندمجت مواقفه مع توجهات الجماعة الوطنية المصرية في هذه القضية. قلت لقداسته حين تشرفت بمقابلته في مدينة ميسساجا الكنديه: لماذا لا ينخرط الاخوة الاقباط في السياسة ؟ كان ذلك في عام 2004 أي قبل ثورة25 يناير ب8 سنوات.. رد علي سؤالي بروح مرحه تمتلئ بالحكمة: الاقباط لو عرفوا أنهم هيصرفوا بلا نتيجة يصرفوا نظر. وأطلق ضحكة جميلة صافية. لم نكن نعرف أن أحشاء الوطن حبلي بثورة قادمة وأن كل المصريين سينخرطون فيها.. مسلمين واقباط.. شبابا وشيوخا. لذا صدمتني تصريحات الد كتور ياسر البرهامي نائب رئيس الدعوة السلفية لبرنامج 90 دقيقة أمس الاول. قال الرجل في معرض حديثه عن وفاة البابا شنودة وأنقلها بشكل حرفي من بوابة الاهرام يجوز تعزية غير المسلمين مراعاة لحق المعاملة والجوار ولكن لا يجوز الترحم عليهم أو الاستغفار لهم. وأنا أقول له: نعم والف نعم يجوز الترحم علي قداسة البابا شنودة وعلي البشر أجمعين. إن جوهر الاسلام الرحمة.. فالله رحيم يترحم بعباده ولا يجوز لعبادة أن يمنعوا الترحم علي بعضهم البعض. فما بالنا باخواننا المصريين الذين نكن لهم كل الود والرحمه. مصر في حاجة في هذا التوقيت بالذات الي نشر روح التسامح واحترام العقائد الاخري. ياسر البرهامي شخصية بارزة في الدعوة السلفية و نكن له الاحترام وللجميع أخوانا وسلفيين ونرجو منهم أن يتكاتفوا جميعا دفاعا عن هذا الوطن. لا بد ان يتحلي الحوار العام في المجتمع بقدر عال من المسئولية.. يحث علي وحدة المصريين جميعا ويدعو لبناء هذا الوطن ويطرح أفكارا تجمع أبناء الوطن ولا تفرقهم. تجنب الفرقة محبب في الاسلام. فلنترحم مرة أخري علي قداسته ومنح مصر رجلا يماثله حكمة في هذا الوقت العصيب. المزيد من أعمدة جمال زايدة