اشتعلت الأزمة الداخلية التى يمر بها حزب الوفد نتيجة الانشقاقات والخلافات بين قياداته، الأمر الذى جعل عددا من قادة الحزب، أبرزهم فؤاد بدراوى وياسين تاج الدين وعبدالعزيز النحاس وعصام شيحة، يعقدون مؤتمرا فى منزل القيادى الوفدى الراحل طلعت رسلان بقرية «الغار» بالشرقية يعلنون فيه سحب الثقة من الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب وتشكيل لجنة لادارة الحزب. وذلك اعتراضا على سياسة البدوى فى ادارة الوفد حسب قولهم. وردا على ذلك عقد عدد من أعضاء الهيئة العليا والمكتب التنفيذى للحزب اجتماعا طارئا مساء أمس الاول الجمعة أعقبه مؤتمر صحفى أعلنوا فيه تجديد وتأكيد الثقة فى الدكتور السيد البدوى رئيسا منتخبا للحزب. وقال محمد شردي، عضو الهيئة العليا للحزب خلال المؤتمر الصحفى الذى حضره البدوى إن أعضاء الهيئة العليا للحزب قرروا أيضا إيقاف عضوية كل من: «فؤاد بدراوي، وياسين تاج الدين، وعصام شيحة وعبدالعزيز النحاس، ومصطفى رسلان، وشريف طاهر، ومحمد المسيري، وأحمد يونس»، وتشكيل لجنة خماسية للتحقيق معهم فيما بدر منهم. من جهته قال البدوى : إننى لم أكن أتمنى يوما أن نضطر لمثل تلك القرارات التى اتخذتها الهيئة العليا ردا على قيام مجموعة من الأعضاء بمخالفة اللائحة التى تقرر انه يجوز لعشرين عضوا من اعضاء الهيئة سحب الثقة من رئيس الحزب، وكنت أتمنى أن يكون الخلاف والحوار داخل مقر حزب الوفد وليس خارجه . وأكد البدوى ان اللجوء لمثل تلك التصرفات أحدث بلبلة كبيرة لحقت بالحزب، ولم يكن هذا وقتها على الإطلاق ،حيث إن الحزب بدأ فى إجراءات انتخابات الهيئة العليا ، بالاضافة إلى أنه مقبل على الانتخابات البرلمانية. وشدد البدوى على أن البعض اجتمع خارج مؤسسات الحزب، لأنهم يعلمون أن الهيئة العليا ولجان المحافظات مع استقرار الحزب . وأضاف البدوى أن قرية الغار بمحافظة الشرقية التى تم فيها ذلك المؤتمر، هى بلد الراحل طلعت رسلان المناضل الوفدى العظيم، مشيرا إلى أنه لو كان حيا ما قبل ما حدث. وشدد البدوى على أنه تم انتخابه من الجمعية العمومية، ولا أحد يستطيع سحب الثقة منه غير الجمعية العمومية للحزب، مشيرا إلى أن هناك انتخابات هيئة عليا ستجرى يوم 15 من الشهر الحالى والهيئة العليا وفقا لنص اللائحة بأغلبية أعضائها تستطيع سحب الثقة من رئيس الوفد، وتطرحها على الجمعية العمومية وهذا لم يحدث.وقال البدوى إنه ليس من المنطق أن خمسة أو ستة أعضاء فى الهيئة العليا يملكون سحب الثقة من رئيس الوفد، فهناك لائحة للوفد لابد من الرجوع لها، مؤكدا أن من يفعلون ذلك يريدون فقط «البلبلة» وذلك يأتى بالطبع على خلفية خصومة انتخابات رئاسة الوفد، مع محمود أباظة وفؤاد بدراوي، وهؤلاء فقدوا القدرة على مواجهة الوفديين وخرجوا وعقدوا مؤتمرا خارج الوفد. وحول ودائع «الوفد» التى تم «فكها» ،أكد البدوي، أنه تم كسر ودائع الوفد بسبب الأزمة التى تعرضت لها الجريدة الورقية، خلال الفترة السابقة منذ قيام ثورة 25 يناير، والتى أدت إلى تراجع الإعلانات، مشيرا إلى أن الوديعة تم كسرها بناءً على قرار من الهيئة العليا بالحزب، لصرف مرتبات الصحفيين. وقال البدوى إن حجم الودائع كان 65 مليونا و700 ألف جنيه، فى 31 ديسمبر عام 2010، والآن تصل إلى 40 مليونا و300 ألف جنيه. وأوضح «البدوي» أنه ليس مسئولا وحده عن صرف الوديعة، وكل الهيئة العليا للوفد مشتركة فى قرار كسر الوديعة، مشددًا على أنه مسئول عن القرارات السياسية الخاصة بالحزب. على الجانب الآخر قال فؤاد بدراوى ،تعقيبا على قرار الهيئة العليا للوفد وقف عضويته وإحالته للتحقيق، «إن الهيئة العليا انتهت مدتها وغير موجودة أصلا لانه تم فتح باب الترشح لانتخاب هيئة عليا جديدة». وعلى الصعيد نفسه أصدرت لجان الوفد العامة بالمحافظات، بيانًا، أكدت فيه ان ما صدر من قلة من أعضاء الحزب ،بسحب الثقة من البدوي، تصرفات غير مسئولة، الهدف منها النيل من الوفد ووحدته فى هذا الوقت الذى يستعد فيه الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية. وأكد البيان، أن هذا تصرف غير مسئول، وإننا نعلن رفضه، جملة وتفصيلًا، ونتمسك بالرئيس المنتخب الدكتور السيد البدوى رئيسًا للوفد، ونطالب باتخاذ كل الإجراءات ضد كل من أسهم فى هذا العمل، الذى ينال من وحدة الحزب، ويعد رفضًا لقرار الجمعية العمومية للحزب، التى انتخبت الدكتور السيد البدوى رئيسًا للوفد، منذ أكثر من عشرة أشهر، وأسقطت منافسه فؤاد بدراوي، الذى يقود هذه المؤامرة، حسب نص البيان. فى المقابل أصدر محمد المسيري، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، بيانا صحفيا صباح أمس ، وذلك بعد مؤتمر الحزب الذى عقد أمس الأول، وجدد فيه الأعضاء الثقة فى السيد البدوى لرئاسة الحزب. وجاء البيان بعنوان «ردا على قرارات البدوي»، ونصه إلى القائم بأعمال رئيس الوفد، إن قراركم اليوم بشأن فؤاد بدراوي، ياسين تاج الدين، عبد العزيز النحاس، مصطفى رسلان، عصام شيحة، شريف طاهر، محمد المسيري، أحمد يونس، وتشكيل لجنة خماسية للتحقيق معنا هو قرار باطل ولا نعترف به فقد فقدتم شرعيتكم عقب مؤتمر الوفديين بقرية الغار بالشرقية، وأن الكيان الوفدى الذى تعلمنا منه النضال والتضحية، الوفد الكيان الكبير الذى نعتز به، وسنناضل من أجل رفعته. من ناحية أخرى تشهد عدد من الأحزاب صراعات وانشقاقات على الساحة ومنها المصرى الديمقراطى ،والدستور ، والمصريين الأحرار، والمؤتمر . ففى حزب المصريين الأحرار ما زال الدكتور عصام خليل السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار يتولى مهام رئيس الحزب منذ ما يقرب من عام، فى حين يرى البعض أنه مخالف للائحة الداخلية للحزب، والتى تنص على إجراء انتخابات خلال 3 أشهر من غياب منصب رئيس الحزب. وبسبب هذه الأزمة استقال عدد من الأعضاء، وشكلوا جبهة معارضة لمؤسس الحزب المهندس نجيب ساويرس تحت اسم جبهة المصريين الأحرار. بينما حزب الدستور بلا رئيس وفى انتظار الانتخابات بعد تقدم الدكتورة هالة شكر الله باستقالتها منذ عدة أيام، وفى انتظار أن يتم إجراء انتخابات على منصب رئيس الحزب خلال شهر مايو الحالي. من جانبه قال خالد داود المتحدث الرسمى للحزب إن استقالة شكر الله جاءت وفقًا للائحة الداخلية للحزب، وسيتم فتح باب الترشح خلال الأسابيع القليلة القادمة.