فى ظل الثورة الرقمية التى يعيشها العالم حيث أن الأمية لم تعد أمية القراءة والكتابة مازال لدينا عدد لابأس به من الأميين الذين لايجيدون القراءة والكتابة. ويعود تاريخ محو الأمية في مصر إلى نهايات القرن التاسع عشر في محاولات بدأت عام 1886م. ولكنها لم تأخذ الشكل القانوني كما أنها لم تنفذ على نطاق قومي واسع. وفي بداية القرن العشرين صدر أول قانون لمحو الأمية في العام 1944، وأوكل أمر تنفيذ لوزارة الشئون الاجتماعية ثم صدر قانون التعليم الإجباري للأطفال ما بين سن 6 إلى 12 عام سنة 1953 وتبنت مصر سياسة مكافحة الأمية عام 1976، وقد استطاع البرنامج محو أمية 4.5 مليون شخص، إلا أنه بالرغم من تناقص نسبة الأمية بين السكان، فإن أعداد الأميين بازدياد وذلك لمعدلات النمو السكاني الكبيرة في مصر. ولقد أصبح خطر الأمية في مصر يشكل تهديدا مستمرا لمسيرتها الجادة في طريق التنمية، في الوقت الذي أصبح فيه العالم مشغولا بالمعرفة، يتنافس من أجل إنتاجها وامتلاكها، مشيرا إلى أن سمة العصر أصبحت أنه لا مكان في هذا العالم لجاهل أو متخلف عن السير قدما في طريق العلم والمعرفة ، ورغم وضع العديد من الخطط والاستراتيجيات الخاصة بذلك، إلا أن كل ما تحقق في سبيل مواجهة الأمية ما زال لا يرقى إلى الطموحات والآمال المعقودة لبناء وطن متعلم.وطبقا لإحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2013 بلغ معدل الأمية في مصر 25.9 % (للأفراد من 10 سنوات فأكثر) ليبلغ حوالى17.2 مليون نسمة, منهم 10.9 مليون نسمة من الإناث و 6.3 مليون من الذكور ، و أن حوالى فرد واحد أمي بين كل ثلاثة أفراد من السكان فى الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، ليبلغ معدل الأمية 29.8 % ووفقا للنوع فقد بلغ معدل الأمية للإناث فى الريف 40.6 % مقابل 24 % فى الحضر ، كما بلغ 22.1 % للذكور فى الريف مقابل 13.9 % فى الحضر
وترتفع نسبة الأمية بصورة عامة في محافظات الصعيد ومحافظة البحيرة وتعتبر محافظة الفيوم هي أكبر محافظة بها أكبر عدد من الأميين مقارنى ببقية المحافظات بحسب الإحصائيات الرسمية وتقدر بحوالي 595 ألف أمي أي ما يعادل 42% من عدد سكان المحافظة، فيما بلغت في محافظة المنيا 37% ومحافظة اسيوط 37% وأخيراً محافظة البحيرة35% .
وأظهرت البيانات أن أقل معدل للأمية للسكان في محافظات الحدود لتبلغ في محافظة البحر الأحمر نحو 12%, وشمال سيناء 14%, والوادي الجديد 18.618 ومحافظات القناة (بورسعيد13.3%, الإسماعيلية 17.6 % السويس22.8%) .
وتبلغ نسبة الأمية 20.2 % في محافظة القاهرة و16.6 % في محافظة الأسكندرية,31.8% في البحيرة التى تعتبرأكبر محافظات الوجه البحرى إرتفاعا فى نسبة الأمية
من هنا جاءت أهمية الندوة التى نظمها المركز الديموجرافى بالقاهرة بعنوان 17 مليون أمى فى مصر لماذا؟ على هامش المؤتمر المؤنمر السنوى للجمعية الاحصائية المصرية برئاسة د.هشام مخلوف والتى طالبت بأهمية وضع استراتيجية لمواجهة مشكلة الأمية فى مصر من خلال التركيز على جانبين أساسيين كما ذكر لى لواء د.عزت الشيشينى مستشار المركز الديموجرافى ورئيس الندوة هما: «الجانب الوقائي، وكذلك التركيز على سد منابع الأمية من خلال تحقيق الاستيعاب الكامل لجميع الأطفال الملزمين في التعليم الابتدائي»، و«الجانب العلاجي، الذي يتمثل في محو أمية الذين فاتتهم فرص التعليم وأصبحوا يكونون فئة محرومة ثقافيا لتمكينهم من مهارات القرائية وإكسابهم المهارات الحياتية الأساسية». وأن تعمل وزارة التربية والتعليم على القضاء على التسرب من التعليم فى مراحله الأولى كما أطالب كل شاب قبل أن يحصل على شهادته الجامعية أن يمحو أمية عشرة من أبناء قريته أو الحى الذى يعيش فيه كشرط لحصوله على شهادة التخرج بدلا من شهادة الخدمة العامة التى كنا نحصل عليها فى السابق . [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر