عندما أعلن ملك أسبانيا السابق خوان كارلوس (75 عاما) في 2 يونيو 2014، تنازله عن العرش لابنه الأمير فيليبى (46 عاما)، والذي أصبح ملكا منذ ذلك التاريخ، خرج عشرات الألوف من الأسبان إلي الشوارع في مظاهرات، تطالب بإجراء إستفتاء حول مستقبل النظام الملكي، وهل تبقي إسبانيا ملكية، أم تتحول إلي جمهورية. وفي الحال أجريت إستطلاعات للرأي أظهرت إرتفاع شعبية الملك خوان كارلوس من 41 % إلي 65 %، وكذلك تأكدت شعبية الملك الجديد فيليبى، بعد أن أعرب 57.5% عن أن فيليبى يمكنه استعادة مكانة العائلة المالكة. وكان خوان كارلوس قد عاني خلال العامين الماضيين متاعب صحية، وأجري خمس عمليات جراحية، وهو ما أدي إلي هبوط شعبيته، وشعبية النظام الملكي، وإن كان معظم الأسبان يعتقدون أن النظام الملكي هو الأفضل لهم، ولذلك رحبوا بقرار التنازل عن العرش الذي اتخذه الملك خوان كارلوس. ونشرت صحيفة "الباييس" الأسبانية، نتائج إستطلاع أخر جاء فيه، أن 62 % يعتقدون أن الاستفتاء سوف يتم فعلا، وبينما أيد 50% إستمرار فيليبى ملكا، فإن 36 % أيدوا النظام الجمهوري. وكشفت الاستطلاعات عن أن الملكية مازالت لها شعبية بين غالبية المواطنين في أسبانيا المعاصرة، خاصة بعد أن أعلن 75 % من الأسبان اعتبار بقاء النظام الملكي مطلبا أساسيا، وأنهم يعتبرون الملكية عنصرا مهما للاستقرار السياسي في أسبانيا. وكان الدستور الصادر في عام 1978، قد حدد نظام الدولة بأنها ملكية دستورية، وأن الملك هو رئيس الدولة، والقائد الأعلي للقوات المسلحة. كان خوان كارلوس قد أصبح ملكا في عام 1975، بعد يومين من وفاة الجنرال فرانكو، الذي كان يحكم أسبانيا حكما ديكتاتوريا، بعد أن الغي الملكية في عام 1939 وأعلن الجمهورية، وبعد سنوات من الحكم الديكتاتوري، قرر فرانكو في عام 1969 إختيار الشاب خوان كارلوس، إبن الملك السابق خوان كونت برشلونة، الذي كان لايزال علي قيد الحياة، ليكون خلفا له، وإعادة النظام الملكي مرة أخري، وذلك علي أن يتم العودة للملكية مرة أخري وإلغاء الجمهورية بعد وفاته، وأن يكون خوان كارلوس تحت رعاية فرانكو خلال هذه الفترة، وأعطاه لقب أمير أسبانيا. وعقب وفاة فرانكو عام 1975، أصبح خوان كارلوس ملكا علي أسبانيا في وقت كان يسود فيه عدم الاستقرار في الحياة السياسية الأسبانية، ووجد نفسه في مواجهة مع القوي اليمينية التي كانت مساندة لحكم فرانكو، والتي رأت أنه لا يتبع خط فرانكو الاستبدادي، ولكن خوان كارلوس مد يده للقوي والأحزاب المعارضة المعارضة لديكتاتورية فرانكو والتي قامت بمساندته، وبالتالي اكتسب تعاطف الرأي العام. وقد درس الملك الحالي، فيليبى السادس، في كندا والولايات المتحدة، وأكمل دراسته العسكرية في أسبانيا، ويعتقد الأسبان أن فيليب سوف يقدم نمطا جديدا للملكية في أسبانيا، مع زوجته ليتيسيا أوتيز، التي توصف بأول ملكة من الطبقة المتوسطة. ولايزال الأسبان يتذكرون كلمة خوان كارلوس عند إعلانه تنازله عن العرش لابنه، والتي قال فيها، إنه يأمل أن يكون هذا التغيير بداية لعهد جديد من الأمل، وهو إحساس يشاركه فيه غالبية أفراد الشعب الأسباني.