يرى البعض أن الطاقة الشمسية هى البديل عن الطاقة النووية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذهب آخرون الى أن التنمية المنتظرة لن تتحقق إلا بانتاج 90% من احتياجاتنا الكهربائية من الطاقة الشمسية .. وأتوقف هنا لأعرض الحقائق الآتية : { لا توجد دولة فى العالم تعتمد على الطاقة الشمسية وحدها لتحقيق التنمية الاقتصادية لشعبها إذ لابد أن تعتمد على واحد أو أكثر من خمسة مصادر للطاقة وهى : الغاز الطبيعى والفحم والبترول والمساقط المائية والطاقة النووية، وحتى ألمانيا التى يروج لها أنها تعتمد على الطاقة الشمسية فإنها توفر 46% من احتياجاتها الكهربائية بالاعتماد على الفحم كما توفر 14% من الكهرباء من الغاز الطبيعى و3% من المساقط المائية وأكثر من 12% من الطاقة النووية. وها هى الصين التى لديها ثانى احتياطات الفحم على مستوى العالم وأول دولة فى تصدير الفحم بها 22 محطة نووية، و27 محطة نووية تحت الإنشاء بل إن الولاياتالمتحدةالأمريكية التى بها أحدث محطات طاقة شمسية بها 100 محطة نووية شغالة وخمسة تحت الإنشاء والأمثلة كثيرة. { إذا كان حجم الشبكة الكهربائية الحالية 27 ألف ميجاوات وتزيد كل عام بما يتراوح بين 3 و4 آلاف ميجاوات كهرباء فمعنى ذلك أن الطاقة الشمسية يجب أن توفر أكثر من 24 ألف ميجاوات، ولكم أن تتخيلوا مساحة الأرض المطلوبة لتوليد هذا القدر من الكهرباء إذا كان أحد الخبراء قد أشار إلى أن انتاج 20 ميجاوات كهرباء من الطاقة الشمسية بأحدث الطرق الحالية يحتاج إلى 400 فدان إذ معنى ذلك إن إنتاج نحو 24 ألف ميجاوات كهرباء يحتاج إلى أكثر من 2000 كيلو متر مربع يضاف إليها 320 كيلو متراً مربعاً سنوياً أى يحتاج إلى مساحة من الساحل الشمالى إلى أسوان وبعرض أكثر من كيلو مترين، بالاضافة الى 320 كيلو متراً مربعاً سنويا، فمن أين يمكن توفير هذه المساحات الضخمة ؟ سيزعمون أن الصحراء موجودة. فهل هذه الصحراء لا نحتاجها لإنشاء مدن جديدة ؟ ألا نحتاج للزراعة ؟ وللتنقيب عن البترول والغاز الطبيعى والآثار وإقامة المصانع. { المحطات النووية يمكن أن تغطى 90% من حجم الشبكة الكهربائية الحالية ب 18 محطة نووية مجموع قدراتها 25200 ميجاوات من الكهرباء وتشغل إجمالى مساحة لا تتعدى 72 كيلو مترا مربعاً، بالاضافة إلى أن إنتاج 4000 ميجاوات كهرباء سنويا يمكن أن يتم من خلال ثلاث محطات نووية مجموع قدراتها 4200 ميجاوات كهرباء وتشغل مساحة لا تتعدى 12كيلو مترا مربعاً فهل يدرك من يزعمون أن الطاقة الشمسية هى البديل عن الطاقة النووية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية هذا الفارق فى المساحات المطلوبة ؟ { أضف إلى ذلك أن العمر الافتراضى للطاقة الشمسية لا يزيد على 25 عاما مقارنة بأكثر من 60 عاما للمحطة النووية، كما تزيد تكاليف إنشاء المحطة الشمسية عن تكاليف إنشاء المحطة النووية من ذات القدرة، وأن سعر الكيلووات ساعة من المحطة الشمسية يعادل مايتراوح بين 3و5 مرات سعر الكيلو وات ساعة من المحطة النووية. { إن المحطات الشمسية ليست بديلاً عن المحطات النووية أو طاقة الفحم أو الغاز الطبيعى أو البترول، ولكنها طاقة مكملة لها كما أن لها الاستخدامات الخاصة بها مثل توفير احتياطيات المساكن والمبانى الحكومية والأندية الاجتماعية والمساجد والكنائس وإنارة الشوارع والإعلانات التجارية ورفع مياه الآبار، ولكن لا يمكن أن تفى باحتياجات المصانع وغيرها، والتى تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك لا يوجد دولة فى العالم تعتمد على الطاقة الشمسية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها. د. مهندس إبراهيم على العسيرى خبير الشئون النووية والطاقة