قصفت طائرات دول التحالف العربى أمس، عددا من المواقع التابعة للحوثيين وقوات موالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح. واستهدفت الطائرات مخازن للأسلحة بمقر اللواء الرابع بحى صوفان شمال صنعاء القريب من مبنى التليفزيون ومعسكر بالمنطقة، وسمعت دوى انفجارات قوية جراء انفجار الأسلحة والذخيرة فى المخزن، بينما حاولت المضادات الأرضية التصدى للطائرات. كما استهدفت الطائرات الليلة قبل الماضية معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقا، الذى يعد مقرا للحوثيين ومواقع فى مرتفعات تابعة للحرس الجمهورى.وأفادت مصادر قبلية يمنية أمس، بمقتل 40 مسلحا من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق على صالح، خلال الاشتباكات المسلحة فى مأرب شرقى البلاد.وقالت المصادر إن 12 مسلحا من القبائل قتلوا ايضا خلال الاشتباكات مع الحوثيين المستمرة منذ أمس الأول وحتى يوم أمس.وأشارت المصادر إلى تزايد حصيلة القتلى مع استمرار المواجهات المسلحة فى عدة جبهات قتالية منها صرواح، ومجزر، مشيرة إلى أن القبائل أسرت 25 مسلحا حوثيا، واستولت على ثلاث دبابات وخمس آليات عسكرية. فى سياق آخر قالت مصادر محلية ل(د.ب.أ)، إن مسلحين حوثيين فجروا اليوم، منزلى شيخين بارزين فى مأرب، وهما أبو جهم الشليف، ومبارك الشليف، وذلك بعد نهب محتويات المنزلين الواقعين فى منطقة صرواح غرب مأرب. ومن ناحية أخرى، ألقت الولاياتالمتحدة باللوم على المسلحين الحوثيين فى تجدد القصف الجوى الذى تقوده السعودية، واتهمتهم باستغلال هدوء نسبى فى الضربات الجوية لمواصلة تحقيق تقدم فى ساحة المعارك بدلا من المساعدة فى تهيئة الساحة أمام محادثات سلام. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ومسئولون أمريكيون آخرون، إن الحوثيين سعوا إلى تحقيق مزيد من المكاسب منذ إعلان الرياض عن إنهاء حملة القصف الجوى التى بدأت قبل حوالى خمسة أسابيع باستثناء الأماكن التى يتقدم فيها الحوثيون. وأوضح كيرى فى مؤتمر صحفى فى نيويورك، إن "التحول السعودى استند إلى فرضية بأن الناس لن يتحركوا من أماكنهم، لكن ما حدث هو أن الحوثيين بدأوا الاستفادة من غياب الحملة الجوية وتحركوا ليس فقط فى أجزاء اضافية فى عدن، بل هم أيضا يتحركون فى أجزاء أخرى من البلاد." وقال كيرى ومسئولون أمريكيون آخرون، إن الحوثيين يقومون بتحريك مدفعية وقوات ويستهدفون عناصر معينة بالجيش اليمنى. وفى الرياض قالت مصادر صحفية، إن خالد بحاح رئيس الوزراء اليمنى ونائب الرئيس، دعا قوات جماعة الحوثى إلى وقف التقدم صوب المدن، والاستجابة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الداعى إلى وقف القتال. وأدلى بحاح بتصريحاته هذه أمس الأول، خلال زيارة لسفارة اليمن فى السعودية، وتزامنت مع تقارير عن تفاقم الوضع الإنسانى. ونقل موقع "يمن فويس" الالكترونى عن بحاح قوله، خلال زيارته للسفارة اليمنية، إن اليمن يعيش مرحلة حرجة ولن ننسى منذ 21 سبتمبر الماضى، حين دخلت الميليشيات إلى صنعاء وأخذوا يسيطرون على المحافظات بالقوة. وكان الحوثيون قد رفضوا القرار الدولى الذى فرض حظرا على السلاح بالنسبة لجماعتهم وأنصار الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، وطالب جماعة أنصار الله بإلقاء السلاح والخروج من المدن، بما فى ذلك العاصمة.ووصل نائب رئيس الجمهورية اليمنى، رئيس الوزراء، خالد بحاح إلى الدوحة فى زيارة لدولة قطر هى الثانية له منذ توليه منصبه الجديد، يستقبله خلالها الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر. وفى نيويورك، قال خالد اليمانى مندوب اليمن فى الأممالمتحدة، إن اليمنيين كانوا يتوقعون أن يكون جمال بن عمر المبعوث الدولى السابق إلى اليمن، أكثر موضوعية وتوازنا فى تصريحاته، وذلك ردا على حديث بن عمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرا، الذى قال فيه إنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اتفاق بين الأطراف فى اليمن لولا عملية "عاصفة الحزم". كما تساءل اليمانى فى تصريحات لقناة (العربية الحدث) أمس: هل يصح أن يتحدث بن عمر عن مجلس رئاسى فى وجود رئيس للجمهورية، وهل هو من يسمى الرؤساء فى اليمن؟". واتهم اليمانى، بن عمر "مجددا" بمحاولة شرعنة انقلاب الحوثيين، وقال إن ما تحدث عنه بن عمر من اتفاقات ما هى إلا مساومات كان يجريها فى الغرف المغلقة مع الحوثيين، وكانت مرفوضة ومنبوذة من كل المشاركين فى المفاوضات. وفى الوقت نفسه، أكد السفير عبدالله المعلمى مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة، أن التدخل الإيرانى فى الأزمة اليمنية كان واضحا منذ البداية، وقال" إن الحوثيين ما كانوا يستطيعون الانقلاب على الشرعية باليمن لولا الدعم المادى والمعنوى والعسكرى من قبل إيران". وتساءل المعلمى فى تصريحات: أين كان المبعوث الدولى من التدخل الإيرانى الفاضح فى الأزمة اليمينة؟، وقال " إن الحوثيين نقضوا اتفاقيات أبرمها بن عمر نفسه، كاتفاق عمران، حيث اكتسحوا هذه المحافظة، وقتلوا العشرات من قادة الجيش ومثلوا بجثثهم".