أكثر من 8 آلاف قتيل ومصاب ضحايا زلزال نيبال المدمر.. وتدفق المساعدات الدولية

بعد ساعات من الزلزال المدمر الذى دمر أجزاء واسعة من نيبال، ضربت هزات مرتدة عنيفة منطقة جنوب شرق آسيا، وتسببت فى انهيارات ثلجية جديدة فى قمة إيفرست.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الداخلية فى نيبال، أن الحصيلة الرسمية لضحايا الزلزال الذى ضرب البلاد أمس قد ارتفعت إلى 2450 قتيلا، فيما أصيب نحو ستة آلاف شخص.
وبلغت حصيلة متسلقى الجبال الذين لقوا حتفهم فى انهيارات جليدية على جبل «إيفرست» نتيجة للهزات الارتدادية نحو 19 شخصا، بينما لقى نحو 47 شخصا مصرعهم فى ولاية بيهار شمال الهند، بينما سقط نحو 17 قتيلا فى منطقة التيبت فى الصين.
وقال لاكسمى داكال المتحدث باسم الوزارة، إن الأعداد ما زالت مرشحة للارتفاع، وأضاف أن: «التحدى أمامنا الآن هو الوصول إلى المناطق النائية التى انهارت فيها معظم المنازل. من الصعب الوصول إليها».
وتابع أن هناك حاجة إلى المواد الأساسية سواء غذائية أو غيرها خاصة فى القرى والضواحي.
ومن جهته، قال المعهد الأمريكى للجيوفيزياء إن الزلزال وقع على بعد حوالى ثمانين كيلومترا شمال غرب كاتمندو. واستغرقت الهزات التى وقعت ظهرا بين نحو ثلاثين ثانية ودقيقتين.
وفى هذه الأثناء، طالبت نيبال دول العالم بتقديم معونات لمساعدتها على مواجهة آثار الزلزال المدمر، وذلك مع استمرار البحث دون جدوى عن ناجين حتى الساعات الأولى من صباح أمس.
ومع تصاعد المخاوف من وقوع كارثة إنسانية فى نيبال، تحدى آلاف السكان درجات الحرارة شديدة البرودة ليناموا فى العراء وعلى الأرصفة وفى المتنزهات والحقول خوفا من العودة إلى ديارهم التى دمرها الزلزال.
ومن جهة أخري، قدم كل من الرؤساء الروسى فلاديمير بوتين والصينى تشى جينبينج والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعازيهم إلى نيبال فى ضحايا الزلزال، متعهدين بتقديم كافة المساعدات الممكنة.
وفى باريس، أعرب الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند عن تضامن بلاده مع السلطات والشعب النيبالي، قائلا إن فرنسا على استعداد للمشاركة فى عمليات الإغاثة والدعم الإنسانى إذا طلبت السلطات النيبالية منها ذلك.
وأشار الى أن وزارة الخارجية الفرنسية شكلت خلية أزمات للتواصل مع الفرنسيين المتواجدين فى منطقة الزلزال وللوقوف على آخر تطورات الأوضاع.
وفى لندن، أعلنت الحكومة البريطانية عقد اجتماع لجنة الطواريء الحكومية «الكوبرا» برئاسة جستن جريننج وزيرة التنمية الدولية البريطانية للنظر فى كيفية التعامل مع كارثة الزلزال فى نيبال.
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، تحرك العالم بسرعة بعد الزلزال الذى أسفر عن سقوط نحو ألفين وخمسمائة قتيل فى نيبال. وأرسلت الولايات المتحدة ودول أخرى أوروبية وآسيوية فرقا للإغاثة.
ففى واشنطن، أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال فرق للإنقاذ وتخصيص مليون دولار للمساعدات، وأعرب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى عن تعاطفه مع شعوب نيبال والمناطق المتضررة بهذه المأساة.
وفى بكين، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «هونج لي» إن الصين ستقوم بإرسال معونات إنسانية عاجلة بمبلغ 20 مليون يوان صينى لمساعدة نيبال فى مواجهة آثار الزلزال المدمر، كما قامت بتخصيص مبلغ 30مليون يوان صينى كمعونة عاجلة لإقليم التيبت بعد الزلزال القوى الذى ضربه هزة ارتدادية. وأكد «لي» وقوف الصين بجانب جميع الدول المجاورة التى تأثرت بالزلزال هى الأخرى مثل الهند وبنجلاديش وبوتان.
جاء هذا فى الوقت الذى حيا فيه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان زوار ساحة القديس بطرس فى الفاتيكان أمس، وأقام صلاة من أجل ضحايا الزلزال المدمر.
وخاطب البابا الحشد من نافذة مقره البابوى المطلة على الساحة، وقال «اخوتى الاعزاء.. أؤكد لكم قربى من جميع من تضرروا من الزلزال المدمر الذى تعرضت له نيبال والدول المجاورة. أصلى من أجل الضحايا والجرحى وكل من عانوا بسبب هذه الكارثة».