ناقش المؤتمر الدولي السادس للأطياف الضوئية والليزر وتطبيقاتهما، الذي نظمه المركز القومى للبحوث حديثا، دور "علم الأطياف" في تشخيص الأمراض، وكشف ملوثات البيئة. ويأتي المؤتمر الذى عقد تحت رعاية د. أشرف شعلان رئيس المركز ضمن الفاعليات التي أدرجتها منظمة اليونسكو في احتفاليتها بعام الضوء، تزامنا مع ألفية العالم العربي الكبير الحسن بن الهيثم الذى أسهم بإنجازاته فى إنارة ظلام القرون الوسطي، التي ما زالت تمثل علامة فارقة في تاريخ علم الضوء. وأوضح د. مدحت إبراهيم رئيس قسم الطيف بالمركز ونائب رئيس المؤتمر أن علم الأطياف يهتم بدراسة التفاعلات التي تحدث بين الموجات الكهرومغناطيسية، وبين أى مادة بهدف معرفة تركيب المادة، وبالتالي فإن الطرق الطيفية المختلفة معنية بدراسة المادة، وتوصيفها، ومعرفة أسرارها. وبرغم أن علم الأطياف مبني علي أسس العلوم الطبيعية، لكنه يخدم العلوم التطبيقية، سواء علوم البيئة أو الطب أو علوم المواد خصوصا المواد الجديدة، والمواد النانومترية. وقد تناول المؤتمر أحدث تطبيقات الطرق الطيفية، حيث قدم فريق بحثى بولندى يضم البروفيسورة برانسكا والبروفيسور رافال الجديد في مجال تتبع التغييرات التي تحدث في خلايا الجسم من خلال التصوير باستخدام أطياف رامان، وهى آلية يمكن للمادة التي لا تستجيب للأشعة تحت الحمراء أن يتم الكشف عن تركيبها الجزيئي في نفس المدي، ولكن بتسليط كم من الفوتونات تصطدم بالسطح، فينتح عنها تصادم غير مرن، فيفقد الفوتون جزءا من الطاقة، وعند تجميع هذه الفوتونات بواسطة أجهزة كشف حساسة يمكن فهم تركيبها. ومن جهته، استعرض البروفيسور مصطفي سويلاك من تركيا بحثا عن كيفية استخدام أنابيب الكربون النانومترية في قياس الملوثات في البيئة، خصوصا المعادن الثقيلة ذات التركيزات الضئيلة جدا، إذ تُستخدم هذه الأنابيب كأسطح نشطة تتجمع فوقها المعادن الثقيلة، ويمكن إعادة تجميع المعادن من العينة، وبالتالي قياسها فيما يُعرف بعملية إعادة التركيز، كما يمكن استخدام الأنابيب النانومترية ألف مرة في هذه العلمية. وتحدث البروفيسور أورتجال من تركيا عن استخدام الجرافين في معالجة المعادن الثقيلة بمياه الشرب، حيث يتم صنع متوالفات من البوليمرات والجرافين تتمكن من إزالة الملوثات من المياه، خصوصا المعادن الثقيلة، أما إذا تم تخليق مواد متعددة فيمكن للمتوالف أن يقوم بإزالة الملوثات العضوية وغير العضوية معا، كما يمكن إدخال الجرافين في فلاتر، وأغشية معالجة الملوحة. ومن جانبهم، قدم كل من الدكاترة: كمال عبد الهادي من علوم المنيا، ومحمد العقر من علوم الأزهر، ومحمود النحاس من تربية عين شمس؛ أهم تطبيقات الخصائص الضوئية، وهي خصائص فيزيقية يمكن عن طريقها توصيف المواد. وأشار الباحثون إلى إمكان استخدام الخواص الضوئية فى تحضير مرشحات ضوئية مثل ابتكار زجاج يمكنه تمرير الأشعة الحرارية دون غيرها، وهو ما من شأنه تدفئة المنازل في المناطق الباردة. كما يمكنه العكس باختلاف الظروف فلا يسمح لهذه الأشعة بالمرور، وبالتالي الاحتفاظ بدرجة حرارة أقل، وهذا بدوره يقلل تكلفة التكييف بتخفيض استهلاك الكهرباء.
