كعادة القدر دائما لا يمهل صاحبه لأن كل شئ عند الخالق بمقدار ووفق توقيت معلوم لغاية لا يعلمها إلا المولى عز وجل، فقد رحل عن عالمنا عز الدين يعقوب فتى مصر والنادى الأوليمبى الأسمر بعد حياة حافلة من العطاء لكرة القدم التى احبها ولمع نجمه فيها حتى صار اللاعب الأبرز بين أبناء جيله فى ستينيات القرن الماضى ليحصل على لقب أفضل لاعب فى مصر عام 1966، بعدما فاز فريقه الأوليمبى ببطولة الدورى العام موسم 65-66 ليصبح أول فريق من خارج القاهرة يفوز بالبطولة. وكان يعقوب «73» عاما من مواليد 1942 بدا مسيرته بنادى الاتحاد السكندرى ثم انتقل للأولمبى بعدما لفت الأنظار وبزغ نجمه هناك وهو ايضا هداف الدورى العام موسم «»66» برصيد 83 هدف وأطلق عليه لقب الفهد الأسمر نظرا لانه كان يجمع بين السرعة الفائقة كونه بطلا فى ألعاب القوى بالاضافة الى القوة والمهارة الفنية التى شكل من خلالها مع زميله بدوى عبد الفتاح ثنائيا شهيرا أحرزا العديد من الأهداف. وانتقل الفهد الأسمر فى الأشهر الاخيرة من عمره الى سلطنة عمان لقضاء ما تبقى من العمر بجانب نجله ومنحه الاتحاد العُمانى منصبا شرفيا ليعمل مستشارا فنيا للاتحاد العُمانى نظرا لتاريخه الحافل وخبرته حتى وافته المنية وتم دفنه فى عمان تكريما لعطائه. وربما كان الفهد الأسمر القليل من بين أبناء جيله الذى كان يمارس الرياضة بعد اعتزاله ونصحه الأطباء بعدم ممارسة الرياضة ولكنه لم يستمع اليهم نظرا لإصابته بمرض القلب لذلك كان يلعب يعقوب فى مباريات فريقه الأولمبى بتعهد كتابى منه لظروف إصابته ومع ذلك حصل على لقب أفضل لاعب فى مصر عام 66. ويعتبر الفهد الأسمر احد الرياضيين القدامى ضمن حلقة إهمال المسئولين حتى وافته المنية اول أمس على الرغم من إطلاق اسمه على احد ملاعب كرة القدم بالاولمبى الا انه منذ تسع سنوات ظل يعانى من الإصابة بالشلل ومرض القلب بالاضافة الى بعض التجلطات الدماغية ومع ذلك كان يتلقى اعانة من الشباب والرياضة بمبلغ 140 جنيها فقط، ولأنه كان شخصا عفيفا فلم يتقدم بطلب او وساطة للحصول على المساعدة الواجبة من الدولة ليرحل فى صمت. وكان محمود ابو رجيله كابتن الزمالك الأسبق الوحيد من أبناء جيل الفهد الأسمر الذى كان على اتصال به والاطمئنان عليه، وكذلك الراحل البوري، بالاضافة الى محمود بكر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، ووفر له ابو رجيله مبلغ 1800 جنيه إعانة شهرية من جمعية رعاية اللاعبين القدامي، كما نجح أبو رجيله فى الحصول على إقامه له بالسعودية ليعيش مع نجله حسام هناك والذى كان يلقب «بيليه الصغير»، وسيقام للفهد الأسمر حفل تأبين بالنادى الأوليمبى من خلال مجلس إدارة النادي.