مع تضارب الروايات التاريخية لسرد الأحداث والوقائع للمذبحة فإنه من الضروري إلقاء نظرة متأنية لهذه المرحلة التاريخية استنادا إلى صفحات التاريخ وشهادات المؤرخين الغربيين. ونعرض فيما يلي تسلسلا زمنيا للأحداث المثيرة للجدل رغم مرور قرن من الزمان على وقائعها:عاش الأرمن منذ القرن الحادي عشر في ظل الإمارات التركية المتعاقبة وكان آخرها الإمبراطورية العثمانية. واعترف بهم العثمانيون باعتبارهم ملة منفصلة كاملة الحقوق.في منتصف القرن التاسع عشر وبعد قرون من الهيمنة الفارسية والبيزنطية انقسمت الأراضي الأرمينية بين الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية, وعاش ما بين 1.7 و2.3 مليون أرميني تحت قبضة الدولة العثمانية.اشتبهت السلطات العثمانية بنقص الولاء الأرميني للإمبراطورية التركية منذ ظهور حركات قومية انفصالية تطالب بحكم ذاتي للأرمن في نهاية القرن التاسع عشر.اتخذت الإمبراطورية العثمانية ردود فعل عنيفة تجاه الأرمن وقتل ما بين 100 ألف إلى 300 ألف أرميني بين عامي 1895 و1896 وذلك في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.في الأول من أكتوبر عام 1914 دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا والنمسا والمجر. ولحقت بالإمبراطورية خسائر فادحة في المعارك التي جرت في المحافظات الأرمينية، وألقت باللوم حينها على الأرمن، وشنت حملة دعائية وصفتهم فيها ب "أعداء الداخل".
في 24 أبريل 1915 ألقت السلطات العثمانية القبض على آلاف الأرمن الذين اشتبهت بأن لديهم مشاعر وطنية معادية للحكومة المركزية. وتعرض مليون ونصف المليون من الأرمن لعملية قتل منظم أشبه بالإبادة الجماعية بين عامي 1915 و1917 ليكتب التاريخ إحدى الصفحات السوداء في القرن العشرين.
في 26 مايو 1915، صدر قانون خاص يسمح بترحيل الأرمن "لأسباب أمنية داخلية" تبعه قانون آخر في 13 سبتمبر يأمر بمصادرة ممتلكاتهم.
قررت السلطات العثمانية نفي جميع السكان الأرمن من الأناضول وكيليكيا إلى صحارى ما بين النهرين، وقتل العديد منهم على الطريق أو في المخيمات ولقي معظمهم مصرعهم غرقا أو بمرض التيفود بسبب الترحيل القسري, بل وأحرقت السلطات العثمانية العديد من الأرمن أحياء.
مع سقوط الإمبراطورية العثمانية نشبت مجاعة أودت بحياة 300 إلى 500 ألف أرميني في 1918.
في 30 أكتوبر عام 1918 استسلمت الإمبراطورية العثمانية لقوات التحالف الثلاثي (بريطانيا وروسيا وفرنسا)، وتم الاتفاق على هدنة بعودة الأرمن المنفيين إلى ديارهم.
في فبراير 1919، أدانت محكمة عسكرية في القسطنطينية العديد من المسئولين العثمانيين الكبار واتهمتهم بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبوها ضد الأرمن، وحكمت عليهم بالإعدام.
في عام 1965 خرجت مظاهرات حاشدة اجتاحت شوارع العاصمة الأرمينية ياريفان دعت العالم للمرة الأولى إلى الاعتراف ب"الإبادة الجماعية" للأرمن على يد الأتراك.