الرياضية: تعاقد حمد الله مع الهلال 6 أشهر.. والاتفاق على خوض كأس العالم فقط    كريستيانو رونالدو ينعي وفاة جوتا    الكأس الذهبية - تأهل أمريكا والمكسيك في نهائي مكرر للمرة الثامنة    چياشي .. مقاطعة صغيرة على الحدود تنتج 70% من برقوق الصين    بولتيكو: قرار البنتاجون وقف شحنات أسلحة لأوكرانيا يثير القلق فى أمريكا    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتدشين عملية سياسية ذات ملكية سورية    "محلية النواب" تتفقد شبكة الطوارئ والسلامة والمركز التكنولوجى بجنوب سيناء    سعر اليورو اليوم الخميس 3 يوليو 2025 بالبنك المركزى المصرى    محافظ الجيزة لرؤساء الأحياء والمراكز: التواجد بين المواطنين ركيزة أساسية فى تطوير الأداء    تباين آراء طلاب الثانوية العامة حول امتحان مادة الكيمياء وسهولة الجغرافيا بالمنوفية    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى إمبابة    إصابة طالبة بتشنجات في امتحانات الثانوية العامة بالفيوم    فيلم أحمد وأحمد يحصد أمس 2.7 مليون جنيه فى أول أيامه بالسينمات    هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين    وصية المطرب الراحل أحمد عامر تثير جدلا كبيرا وأصدقاؤه يبدأون التنفيذ    حكم صيام يوم عاشوراء وإفراده بالصيام.. دار الإفتاء تجيب    وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو    عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى حلوان العام ومركز أطلس    هيئة الرعاية الصحية: اكتِمال المرحلة الأولى لتطبيق التأمين الصحى الشامل    ننشر سعر الذهب اليوم الخميس 3 يوليو 2025.. عيار 21 4650 جنيهًا    عزاء خاص للمطرب الشعبي أحمد عامر تتكفله نقابة الموسيقيين    ب572 ألف جنيه.. المشروع X يتراجع للمركز الثاني في منافسات شباك التذاكر    إصابة 3 أشخاص إثر انفجار ضغط هواء مواتير داخل مصنع في أجا بالدقهلية    «فاقد الشغف ولا يستحق الاستمرار مع الفريق».. أيمن يونس يفتح النار على نجم الزمالك    إخلاء فنادق وقرى بسبب حريق غابات في جزيرة كريت    أسعار الفراخ اليوم "في الأمان".. فرصة التخزين لسه متاحة    الصحة تطلق قافلة طبية بالمجان لأهالي العاشر ضمن المبادرات الرئاسية    آراء طلاب الثانوية الأزهرية بالفيوم بعد امتحان المطالعة والنصوص: "كله مقالي وصعب"    وفاة 4 أشخاص وفقدان 38 آخرين إثر غرق عبارة في إندونيسيا    تسريب امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. والتعليم ترد    ضم الضفة.. 15 وزيرا ورئيس الكنيست يطلبون من نتنياهو التنفيذ    9 جنيهات لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    السعودية تدشّن أول سرية من منظومة "ثاد"    الأهلي يعلن ضم محمد شريف لمدة 5 سنوات    لاعبو الهلال السعودي يحتفلون بمولود جديدة لرئيس النادي (صور)    "أحيا فرحه".. إمام عاشور ينعى أحمد عامر بصورة    30 دقيقة تأخرًا في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 3 يوليو 2025    نسف لمبانٍ سكنية.. غارات جوية إسرائيلية متتالية على الشجاعية والتفاح شرقي قطاع غزة    تغييرات جذرية في "وتر حساس 2".. غادة عادل بديلة لصبا مبارك وغياب أحمد جمال سعيد وجنا الأشقر    سيراميكا يواصل مفاوضاته مع الأهلي لاستعارة رضا سليم    لخلافات الجيرة بسوهاج.. مصرع وإصابة 8 بين عائلتين    أول تحرك من النيابة بشأن واقعة مقتل 3 أطفال على يد والدهم في المنيا    40 حكما يجتازون اختبارات الانضمام لدورة الحصول على رخصة "VAR"    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    وزير الاسكان: العاصمة الإدارية الجديدة حلم يتحقق ببنية متكاملة ونمو مستدام    بعد 12 عامًا.. الإخوان ترفض الاعتراف بسقوطها الشعبي والسياسي    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    «الوطنية للانتخابات» تحدد قواعد اختيار رموز مرشحي «الشيوخ» على نظامي القوائم والفردي    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    "القائمة الوطنية من أجل مصر" لانتخابات الشيوخ.. تضم 13 حزبًا وتجمعًا سياسيًا    البلشي: لست مسؤولًا عن تظاهرات أحمد دومة على سلم نقابة الصحفيين    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    مستشفى الأطفال بجامعة أسيوط تنظم يوم علمي حول أمراض الكلى لدى الأطفال    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإشتراكيون الداعشيون»
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 04 - 2015


هل يمكن للإشتراكيين أن يتحالفوا مع جماعة الإخوان؟
الرد يبدو بديهيا، فلا يوجد ما هو مشترك بين الإثنين، بل العكس، فجماعة الإخوان تعبر عن أشد أجنحة الرأسمالية تخلفا، وهى معادية على طول الخط لحقوق العمال وفقراء الفلاحين، وأيدت الجماعة قوانين نظام مبارك المعادية للعمال والفلاحين، والمتعلقة بقانون العمل والتنظيم النقابى والعلاقة بين الملاك والمستأجرين للأراضى الزراعية وغيرها.
أما فى القضية الوطنية فجماعة الإخوان تابعة لأتباع أمريكا، وهى أداة فى أيدى قطر وتركيا، ولا تجد أى حرج فى العلاقة المباشرة مع إسرائيل، وهى دائما فى خندق حلفاء الأمريكان، من سوريا إلى العراق إلى اليمن.
أما التراث الفكرى لجماعة الإخوان فهو يجمع نفايات الفكر السلفي، الأكثر رجعية وتخلفا، بينما الإشتراكية تلصق نفسها دائما بصفتى العلمية والتقدمية. إذا من أين جاء بعض الإشتراكيين بفكرة التحالف مع جماعة الإخوان، العدو الطبقى الوطنى والفكري؟؟
هناك بعض الحركات الدينية التى ربطت نفسها بالتحرر وحقوق الفقراء، مثل »لاهوت التحرير« فى أمريكا اللاتينية، الذى برز دوره فى الدفاع عن حقوق الفقراء بدول أمريكا اللاتينية، وبلغ أوج نشاطه الثورى فى السبعينات، حتى التصق بالحركات التحررية اليسارية.
لكن هل هناك أى وجه شبه بين جماعة الإخوان ولاهوت التحرير؟
بالطبع لا، فجماعة الإخوان دوما تقف إلى جانب مصاصى دماء الفقراء، ومعظم نشاط قيادتها فى الاستثمار التجارى والزراعي، بل وقفت دوما ضد كل حركات التحرر فى المنطقة والعالم، وعدائها لجمال عبد الناصر كان معلنا وواضحا، بينما كانت تقف دوما إلى جانب الأنظمة الملكية الأشد عداء لشعوبها، والمتحالفة مع القوى الإستعمارية، وعندما تقيم جماعة الإخوان مشروعا خيريا فى منطقة فقيرة، فهى لا تستهدف سوى حشد الفقراء خلفها، لتكسب أصواتهم فى الإنتخابات، أو لتضم عناصر يسهل قيادتها من الفئات الأقل وعيا والأكثر »سمعا وطاعة« ويقتصر دورهم على جر عربة الإخوان الأثرياء.
لكن بعض الإشتراكيين الذين يعانون من العزلة عن الجماهير، وفشلوا فى كسب ثقة العمال وفقراء الفلاحين، ووجدوا أن العمل بينهم شاق ويحتاج إلى جهد كبير، خاصة فى ظل تدنى وعى وتنظيم هذه الفئات التى تراهن الإشتراكية على ثوريتها.
وعندما احتاج الإخوان إلى غطاء شرعي، ودعوا إلى »تحالف وطني« فى يونيو 2005، اندفع هؤلاء الأشتراكيون إلى دفء المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة التى تنظمها الجماعة، وبرروا سلوكهم هذا بأنهم سيسعون إلى كسب جماهير جماعة الإخوان، وسحب البساط من تحت أقدامها، وهو مجرد وهم عبثي، لأن جماهير الإخوان تربت على السمع والطاعة لقيادتها مهما أخطأت، ولا تسأل عن مدى صحة ما يقوله مرشدهم أو القيادات المباشرة، لأنهم فى نظرهم لا ينطقون عن الهوى.
هؤلاء »الإشتراكيون المعزولون« وجدوا ضالتهم فى جماعة الإخوان الثرية بالمال والجماهير، والقريبة من أضواء الفضائيات المحلية والعربية والأجنبية.
ذهبت مرة لأشارك فى وقفة إحتجاج أمام دار القضاء العالي، فطلب منى صديق من قيادات حركة »كفاية« أن أسير معه إلى شارع التوفيقية المقابل لدار القضاء العالي، لندخل مكتبا، وجدت فيه شابا ملتحيا، ودار حوار غاية فى الغرابة، لقد طلب صديقى من الشاب أن تمده جماعة الإخوان بمائتى متظاهر، لكن الشاب أجرى إتصالات، ثم قال له »مائة فقط« فدار بينهما جدل هاديء، وصل إلى درجة »طيب خليهم 150 ، طيب 120 عشان خاطري، فأدركت أن جماعة الإخوان تقرض متظاهرين للطامحين إلى زعامات وهمية، وهى إحدى وسائل الإخوان فى السيطرة على الحلفاء الضعفاء، لتجعل منهم ديكورا، تتباهى به أمام الجهات الدولية، وتنفى عن نفسها فكرة العزلة وتبدو منفتحة وديمقراطية.
وإذا كان غريبا أن نجد إشتراكيين متحالفين مع جماعة الإخوان فهناك ما هو أغرب، فقد ذهب هؤلاء الإشتراكيون إلى التحالف مع »داعش«، وبدأ ذلك باستقبالهم أمثال سلامة كيلة، الشيوعى السورى الذى جندته قطر، وجاء ببعض أقرانه الواهمين بأنهم سيكونون من ضمن القيادة السورية الجديدة، بعض الإطاحة بنظام بشار الأسد، ولعبوا دور الديكور لجماعات إرهابية مثل داعش والنصرة وجيش الإسلام وجند الشام وغيرهم من الجماعات الإرهابية، وروجوا لأن فى سوريا ثورة شعبية، وانتفاضات للجماهير الفقيرة، التى تطالب بالخبز والحرية، بينما كانت تتردد فى الحقيقة أنشودة »صليل الصوارم« لكن هذه المجموعة من الإشتراكيين رفضت إلا أن تسمعها وكأنها أنشودة البروليتاريا، مثلما رأوا أن راية »داعش« السوداء هى الراية الحمراء للشيوعية، وظلوا ينادون بسقوط الجيش السورى والدولة السورية، حتى لو بمطارق داعش والنصرة، الذين أطلقوا عليهم لقب »الثوار السوريون«، ولم تزعجهم الشعارات والأسماء السلفية، وقالوا إنها من تراث المنطقة، وتعبير عن ثقافتها، أما التمويل القطرى والتركى والأمريكى للدواعش فقد برروه بأنه لا يختلف كثيرا عن الدعم الروسى والإيرانى للجيش السوري.
وهكذا ذهب هؤلاء إلى حد التحالف مع أكثر الجماعات دموية وعداء للإنسانية، ممن يذبحون ويحرقون ويسبون النساء، والذين حولوا الصراع الطبقى إلى صراع دينى ومذهبي، ليمحو أى أثر لإمكانية إنتصار الطبقات الشعبية، بوهم أن هؤلاء يمكنهم تحقيق الديمقراطية والعدالة!!.
لمزيد من مقالات د. مصطفي السعيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.