شهدت الجولة الأوربية الاخيرة لوزير الخارجية سامح شكرى والوفد المرافق له نشاطا مكثفا أسفر عن نتائج إيجابية أبرزها توثيق الدعم الكامل التى حظيت به مصر من رؤساء ووزراء وحكومات وشعوب هذه الدول فضلا عن توقيع عدد من الإتفاقيات فى المجالات السياحية والاقتصادية والثقافية مع مصر وإعلان دعمهم الكامل لترشيح مصر لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة لعامى 2016و2107. وكان شكرى قد زار برشلونة للمشاركة فى الاجتماع التشاورى للإتحاد الأوروبى مع دول جنوب المتوسط حول سياسة الجوار الأوروبية والعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دول الاتحاد الأوروبى ودول جنوب المتوسط، فضلاً عن تناول العديد من الملفات الهامة لاسيما فى ضوء التطورات التى تشهدها دول جنوب المتوسط كالأزمة الليبية والأزمة السورية ونشاط الجماعات الإرهابية ومسألة الهجرة غير الشرعية. كما ترأس اجتماعا للمجموعة العربية المشاركة فى اجتماع مراجعة سياسة الجوار بحضور وزراء خارجية الأردن وفلسطين وتونس وممثلى كل من لبنان والجزائر والمغرب ومديرة الإدارة الأوروبية بجامعة الدول العربية بهدف التنسيق العربى للعمل على صياغة أسس لسياسة الجوار مع الاتحاد الأوروبى تلبى احتياجات الدول العربية وتستند إلى الاحترام المتبادل والمشاركة بعيدا عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها. كما شارك بعد ذلك فى أعمال الاجتماع الوزارى للاتحاد الأوروبى مع دول جنوب المتوسط فى اطار مراجعة سياسة الجوار بين دول الاتحاد ودول جنوب المتوسط، وذلك بحضور وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية موجرينى ومفوض سياسة الجوار بالاتحاد الأوروبى ووزير خارجية لاتفيا باعتبارها دولة الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. كما شارك فى الاجتماع وزراء خارجية الأردن والمغرب والجزائر وتونس ولبنان وفلسطين، وباعتباره رئيس المجموعة العربية، فقد نقل الموقف المصرى والعربى بأهمية عقد هذا الاجتماع فى التوقيت الحالى الذى تواجه فيه منطقتا الاتحاد الأوروبى وجنوب المتوسط تحديات خطيرة تتطلب التعاون المشترك. فضلا عن تناول القضايا الإقليمية بشكل جاد سواء القضية الفلسطينية ومزيد من التفاعل الإيجابى معها أو قضية الإرهاب التى تهدد العالم بأسره وتستدعى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحتها، وبالاضافة لذلك فقد شارك فى اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية فى شرم الشيخ بمتابعة مقررات القمة بشأن القضية الفلسطينية والتحرك الدولى لإنهاء الاحتلال، والتى يتولى رئاستها ويشارك فى عضويتها وزراء خارجية كل من الأردن وفلسطين والمغرب، مع وزير خارجية فرنسا لوزان فابيوس، حيث تناول الاجتماع التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية وتكليف القمة العربية الأخيرة للجنة الوزارية العربية بمتابعة الجهود والتحرك الدولى للعمل على وضع تصور واضح ومدى زمنى محدد لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى لفلسطين، حيث أكد أهمية دور فرنسا فى المحافل المختلفة للتأكيد على مرجعيات عملية السلام ومحدداتها المتفق عليها دوليا. وبخصوص الجولة الأوروبية الاخيرة فقد شملت ثلاثة دول من دول شرق أوروبا والمجر والتشيك، حيث تعد هذه الجولة هى الأولى من نوعها منذ تولى شكرى منصبه. وتأتى أهمية تلك الجولة فى ضوء توجه الدولة المصرية نحو تعزيز علاقاتها مع مختلف دول العالم وبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادى بين مصر وتلك الدول نظراً للعلاقات التاريخية التى تربطنا بها، واهتمام هذه الدول بالاستفادة من الفرص الاستثمارية فى مصر خاصة فى ضوء النجاح الكبير الذى حققه مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. وقد أظهرت هذه الجولة تقدير عال من جانب مسئولى الدول الثلاث لمصر باعتبارها أهم دولة فى المنطقة وللدور الهام والمحورى الذى تقوم به فى القضاء على الإرهاب باعتبار أنها تحتل الصفوف الأمامية فى هذه الحرب للدفاع ليس فقط عن نفسها أو منطقتها العربية وإنما عن الاتحاد الأوروبى والعالم المتحضر، فضلاً عن الإشادة بالرئيس عبد الفتاح السيسى ودوره فى استعادة الاستقرار فى مصر وفى منطقة الشرق الأوسط والتعامل مع ملفات بالغة الخطورة تتعلق بالوضع فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا، وتم التوجيه الدعوة لسيادته لزيارة هذه الدول. وقد تم خلال الجولة الاتفاق على عقد اللجان الاقتصادية المشتركة بين مصر وهذه الدول لفتح آفاق واسعة لتعميق التعاون الاقتصادى والتجارى والسياحى مع مصر، فضلاً عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة التى شملت مجالات عدة فى مقدمتها التعاون الاقتصادى والتجارى والثقافى والعمل على مزيد من الترويج السياحى لمصر. كما تم التشاور خلال الاجتماعات حول التعاون المشترك فى مجال حوار الحضارات ودفع قيم التسامح والحوار بين الأديان ودور الأزهر الشريف فى هذا الشأن، بالإضافة إلى مناقشة تطورات القضية الفلسطينية، والملف النووى الإيرانى فى ضوء اتفاق الإطار الأخير الذى تم التوصل إليه بين الدول الست الكبرى وإيران، والحرب الجارية ضد ظاهرة الإرهاب، فضلا عن تطورات الأوضاع فى اليمن. واشار شكرى أنه لمس خلال اللقاءات وجود حرص وإرادة سياسية للعمل على تطوير وتعميق هذه العلاقات بما يتناسب مع مكانة مصر وهذه الدول والروابط التاريخية التى تجمع بينها، وإهتمام كبير بدور مصر فى محاربة الارهاب ودفع قيم التسامح والحوار بين الأديان ودور الأزهر الشريف فى هذا الشأن لنشر قيم الاسلام الوسطى المعتدل بعيداً عن الأفكار الشاذة والممارسات الخاطئة للتظيمات الارهابية. كما اشاد مسئولو هذه الدول بما تحققه مصر من إنجازات سياسية واقتصادية قى الفترة الأخيرة.