لقى 24 شخصا على الأقل مصرعهم أمس إثر انقلاب مركبهم المكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين قبالة السواحل الليبية ليلا بينما لا يزال 648 آخرين فى عداد المفقودين بعد أن تم إنقاذ 28 من إجمالى عدد ركاب القارب ال700، فيما يمكن أن يعد كأحد أسوأ الكوارث الإنسانية وحوادث الغرق التى شهدها البحر المتوسط. وذكر أنطونينو إراتو مسئول بارز بشرطة الحدود الإيطالية أن الحادث وقع بعد أن انقلبت سفينة تحمل على متنها 700 مهاجر قبالة ساحل ليبيا الشمالية وجنوب جزيرة لامبيدوزا الواقعة جنوبإيطاليا، مؤكدا تمكن عناصر فرق الإغاثة ببلاده من انتشال جثث الضحايا الغارقين ال 24. وأضاف أنه يخشى وفاة الكثير من المهاجرين الآخرين ممن كانوا على متنها، خاصة وأن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع بشدة. وأوضح إراتو أن سفن خفر السواحل الإيطالية أنقذت 28 شخصا عقب الإبلاغ عن الحادث منتصف الليل تقريبا. وفى الشأن ذاته، قالت كارلوتا سامى المتحدثة باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لقناة "سكاى تي.جى 24" التليفزيونية الإيطالية : "إن مأساة اليوم واحدة من الأبعاد الكبيرة التى تؤكد ضرورة التدخل الأوروبى لوضع سبل مناسبة للإنقاذ"، فى حين ذكرت وكالة "أنسا" وصحيفة "تايمز أوف مالطا" أنه فى الحادث الأخير تكدس المهاجرون فى أحد جوانب السفينة للتلويح لزورق برتغالى كان يمر بالسفينة مما تسبب فى انقلابها. وأوضحت الصحيفة أن الحادث وقع على بعد 200 كيلومتر تقريبا جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التى تعد مقصدا رئيسيا للمهاجرين الذين يأتى معظمهم من إفريقيا بحثا عن الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن عملية إنقاذ إيطالية لا تزال جارية ويشارك فيها خفر السواحل والبحرية وسلاح الجو وزوارق تجارية. من جانبه، دعا الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى اجتماع عاجل لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد الأوروبى عقب إبلاغه بالكارثة، كما دعا إلى زيادة عمليات المراقبة البحرية والجوية بعد الحادث الذى وصفه بأنه "أسوأ كارثة تحدث خلال السنوات القليلة الماضية" فى مياه المتوسط". من جهته، ناشد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان المجتمع الدولى لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لتفادى وقوع المزيد من الكوراث للمهاجرين، وقال لآلاف تجمعوا فى ميدان "القديس" بطرس للاستماع لعظة الأحد أمس بعد أن خرج عن النص المعد "إنهم رجال ونساء مثلنا. إخواننا يسعون لحياة أفضل. هم جوعى ومضطهدون ومصابون وضحايا حرب. هم يبحثون عن حياة أفضل"، على حد تعبيره. وقال:"فى مواجهة هذه المأساة أبدى ألمى الشديد وأعد بأن أتذكر الضحايا وعائلاتهم فى صلواتي." وأضاف: "أناشد المجتمع الدولى التصرف بشكل حاسم وسريع للتأكد من عدم تكرار مثل هذه المآسي" . وتأتى هذه الكارثة الجديدة فى إطار سلسلة حوادث غرق قوارب المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الاوروبى على متن قوارب مكتظة غير صالحة يديرها تجار ومافيا الموت.