للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، توفى متهم داخل حجز قسم شرطة مصر القديمة بسبب سوء التهوية، حيث أصيب المتهم قبل وفاته بساعات بهبوط فى الدورة الدموية، وتم نقله لمستشفى قصر العينى لإسعافه، ثم عاد إلى محبسه ولكنه فارق الحياة داخل الحجز . وقبل يومين كان متهم آخر قد توفى داخل الحجز إثر إصابته بنوبة قلبية بسبب الزحام، وأمر المستشار طارق أبو زيد، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، بدفن جثة المتوفى، وانتقال فريق من نيابة مصر القديمة لمعاينة الحجز. كشفت تحقيقات تامر العربى، رئيس نيابة مصر القديمة، أن المتوفى (41 سنة) كان محبوسًا داخل قسم مصر القديمة منذ 8 أبريل الحالى لاتهامه بسرقة بطارية سيارة، إلا أنه أصيب بوعكة صحية وبعدها فارق الحياة، وكشفت المعاينة التى أجرتها النيابة لحجز قسم مصر القديمة، أن عدد المتهمين بداخله وصل إلى 380 متهمًا، رغم أن القوة الاستيعابية للحجز من المفترض أن يصل حدها الأقصى إلى 100 شخص فقط، أى أن عدد المتهمين تضاعف 4 مرات، بالإضافة إلى عدم وجود التهوية، وتبين من المعاينة، التى أجراها طارق بهجت وعبد الحميد الفقى وكيلا أول النيابة، أن الشفاطات داخل الحجز معطلة، بالإضافة إلى عدم وجود تكييفات أو مراوح، بالإضافة إلى أن الأشخاص داخل الحجز يقفون على قدم واحدة من شدة الازدحام، و يتبادلون الأماكن أثناء ساعات النوم، وأنه غير صالح للاستخدام الآدمى، كما كشفت معاينة النيابة أن الحجز يحتوى على قمامة و حشرات وقرر مأمور قسم شرطة مصر القديمة أمام تامر العربى أنه تقدم بمذكرة أكثر من مرة لمديرية أمن القاهرة، شكا فيها من التكدس وعدم وجود أى وسائل للتهوية داخل حجز القسم، وأنه حتى الآن لم يتلق أى ردود من مديرية الأمن . وكشفت المعاينة عن واقعة جديدة، وهى وجود 36 متهمًا داخل حجز قسم مصر القديمة صادر ضدهم أحكام قضائية جنائية، ومن المفترض أن يقضوا تلك العقوبات داخل السجون، وتجرى النيابة العامة تحقيقات موسعة فى تلك الواقعة. وأمر المستشار طارق أبو زيد المحامى العام بتشكيل لجنة من إدارة الطب الوقائى بوزارة الصحة، لمعاينة الحجز ومعرفة مدى توافر الرعاية الصحية به من عدمه