لا تطلب منا لغتنا الجميلة سوى وقفة بسيطة لنتعرف على حالها.. فهى اللغة العربية أو لغة الضاد التى كرمها القرآن الكريم الذى أنزل على رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم. ومع هذا، ربما نضن عليها بمثل هذا التوقف للتأمل فى حالها الا فى حال انعقاد المؤتمر السنوى لمجمع الخالدين “ مجمع اللغة العربية” الذى يستضيف علماء اللغة فى نهاية مارس من كل عام. فالعربية ببساطة وكما جاء على لسان د. حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية فى الجلسة الافتتاحية للدورة الواحدة والثمانين التى حملت عنوان” اللغة العربية وعالم المعرفة” هى لسان القرآن ومعجزة البيان وحبل الله المتين، وقد وقع الاختيار على موضوع المؤتمر لارتباطه بالمعرفة الصادقة، وجلالة العلم والعلماء منذ فجر الإنسانية، و ظهور الإنسان خليفة فى الأرض،. فللإنسان وظيفة بما هو الخليفة، وله غاية وهى العمارة والعبادة، وله فى ذلك وسيلة هى العلم والمعرفة. ونحن الأن نعكف- والكلمة له- على متابعة الحركة العلمية العالمية، ومصطلحاتها المتزايدة كل يوم، وبالنسبة للعمل المعجمى اللغوى نستمر فى العمل لننجز المعجم الكبير فى خمس سنوات. ونحن فى عملنا نتابع أيضا النمو اللغوى المتنامى للغة المعاصرة الذى نلهث وراءه. ولهذا بدأنا تغيير إيقاع العمل فى المجمع كله؛ ليكون أكثر فعالية وإنتاجًا، مع المحافظة على مستوى الجودة والتدقيق، كلّ أولئك بجانب دعم العمل المجمعى على الصعيد القومى بتوسيع دائرة اتحاد المجامع، كما بدأنا بنواةٍ محدودةٍ لمكتبة الاتحاد، وإعداد برنامج النشاط العلمى الذى سنحرص على استمرار طابعه التعاونى بين المجامع العشرة المشاركة. ورغم ما أقره رئيس المجمع من محاولات لدفع كل غث بعيدا عن لغتنا الجميلة، فإن الشاعر فاروق شوشة أمين المجمع يتوقف عند التناوب بين التفاؤل والتشاؤم تجاه حال اللغة العربية. فهناك من يتفاءل بتجديد اللغة ومحاولة الكثير من غير أبنائها تعلمها، وهذا التفاؤل يؤكد الاحتياج إلى خارطة طريق خاصة بمجامع اللغة العربية، وفى المقابل هناك غير المتفائل بمستقبل هذه اللغة، واليأس من إنتاج معرفة جديدة تنهض اللغة مما يتصوره كبوة لها، ويرى سطوة للمناهج التعليمية التى تكرر النماذج التقليدية على أنها هى التى تمثل اللغة العربية، وإعراضها عما يستجد ويمتلئ به العصر من نصوص وإنتاج حديث. فلابد أن يرتبط التمكين اللغوى بالتخطيط الاجتماعى، ومدى مراعاة هذه السياسة فى ظل عالم قادم ستصبح اللغات المهيمنة فيه - فى منتصف الألفية الثالثة - هى الإنجليزية والصينية والإسبانية والهندوأوردو، والعربية. علما بأن الإنجليزية هى المهيمنة الآن لارتباطها بعالم المعرفة والتكنولوجيا. فما نريده أن تكون اللغة العربية سيدة على أرضها كما يقول العالم اللغوى المغربى الدكتور عبد القادر الفاسى - فى كتابه عن السياسة اللغوية - غير مهانة أو منبوذة أو بعيدة عن التداول والاستخدام، وهو ما يسمى بالتهميش. واقترح د. السيد أحمد عبد الخالق وزير التعليم العالى كبداية تبنى المجمع مشروعا قوميا طموحا تدعمه الجامعات، لمضاعفة نشاط الترجمة وتعريب العلوم، وربط العربية بوسائل الاتصال الالكترونى، من خلال جهد أكبر فى مجالات البرمجة، للوصول إلى صيغة جديدة لإعادة دراسة تراثنا. وبعد فان القضية لم تحسم فهل تكفى خمسة عشر يوما فقط ليكون لدينا خطة اعلامية وثقافية يشارك فيها الجميع لتصبح هدفا للأرتقاء بلغة الضاد .. مجرد سؤال؟!.