اصاب بالدهشة كثيرا عندما اسمع او اري من يهاجم جامعة الدول العربية بأقذع العبارات والألفاظ علي الشاشات الفضائية وعبر الصحف العربية علي اختلاف اطيافها. كنت دوما اتساءل ما سبب كل هذا الغضب من هذا الكيان العربي؟,هل كما يقولون بسبب ادائه الهش او الخلل في آلياته او في درجة الالتزام او الالزام بما يصدره من قرارات؟!. انني اعتقد ان الازمة التي تواجه الجامعة هي بالتأكيد ازمة اداء .. لا ازمة وجود لان اسباب وجودها لا تزال قائمة والاحتياج العربي الي دورها لا يزال باقيا. في مارس 2015 ستكمل جامعة الدول العربية السبعين عاما من عمرها وواقع التجربة يكشف انه كان ادني بكثير من الحلم فوصفهاب«بيت العرب» ظل بعيدا عن الواقع حيث اضحت قاصرة عن تحقيق طموحات وآمال الشعوب العربية التي كانت اكبر بكثير مما حققته من انجازات. لعل خير دليل علي ذلك موقعها الالكتروني علي الشبكة الدولية اذ يعد تجسيدا حقيقيا لمجمل ادائها المهترئى وانعكاسا واضحا للواقع العربي الراهن بكل تعقيداته وملابساته الغريبة والعجيبة. فمثلا ان اردت ان تعرف شيئا عن الدول الاعضاء بالجامعة من موقعها فما عليك سوي اختيار اللغة العربية كي تطلع علي ما بها من معلومات فمصر من الدول المؤسسة رئيسها المستشار عدلي محمود منصور والدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء ولو توجهت صوب اليمن ستكتشف ان علي عبد الله صالح مازال رئيسا وان عبد ربه منصور هادي هو نائب الرئيس,اما اذا قررت ان تتوجه الي تونس ستفاجأ بان منصف المرزوقي مازال يحتفظ بمنصب الرئيس وان الوزارة الاولي في يد السيد الباجي قائد السبسي وإذا اصابك الغضب والضيق وقررت ان تغادر الي ليبيا فمازال المجلس الوطني الانتقالي المؤقت هو الذي يشغل منصب الرئيس والدكتور عبد الرحيم الكيب هو رئيس الحكومة الانتقالية ولا ينصح القيام بهذه الجولة في ايقونة الدول الاعضاء باللغة الانجليزية لأنها لا تحتوي علي اي معلومات . ان هذا مثال قد يبدو بسيطا وصغيرا في شكله لكنه كبير في معناه وحجمه ببساطة ايها العرب انكم عن غير قصد او سوء نية كعادتكم تشوهون انفسكم وتعكسون مراياكم المهتزة امام العالم. ولا عزاء لإرادة الشعوب ,صح النوم يا عرب.