تعود مصر بثبات ورسوخ إلى دورها الإقليمى والدولي، بعد أن عانت أكثر من عام، منذ 30 يونيو ، من عدم تفهم بعض القوى الإقليمية والدولية لاختيارات الشعب المصري، وسوء نية البعض الآخر ورغبتهم فى التدخل فى الشأن المصرى الداخلي، وبما يخدم مصالحهم.وها هو الرئيس جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا، التى لم تتفهم اختيارات الشعب المصرى منذ 30 يونيو، يزور القاهرة الآن، ويلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة إفريقية إفريقية بين مصر زعيمة القارة فى المنطقة الشمالية، وجنوب إفريقيا زعيمة الجنوب، أو على حد تعبير «لاديسلاس أجبيسي» رئيس وكالة أنباء جنوب إفريقيا «إن الزيارة سوف تفتح الباب أمام المزيد من علاقات التعاون بين مصر عملاق شمال إفريقيا، وجنوب إفريقيا عملاق جنوب القارة»، إلى جانب امتلاك الرئيس السيسى والرئيس زوما رؤية مشتركة للتحديات والأخطار والتهديدات التى تواجه البلدين والقارة والأمن والسلم العالميين، باعتبارهما شغلا فى الماضى منصب وزير الدفاع فى بلديهما، وبالتالى يسهل التفاهم بين الرجلين ويعزز علاقات التعاون والثقة بين البلدين. والواقع أن هناك تحديات كبيرة، وقضايا إقليمية ودولية مهمة تحتاج إلى تعاون أكثر قوة وتفاهم أكثر عمقا بين مصر وجنوب إفريقيا، فى مقدمتها الإرهاب وانتشار العنف الذى عانت منه جنوب إفريقيا عقودا طويلة، فى ظل سياسة الفصل العنصرى البغيض والذى تعانى منه مصر الآن. وتواجه الدولتان تحدى التنمية الاقتصادية، التى يتعين أن تعود بالنفع والفائدة على المواطن العادي، والحقيقة أن جنوب إفريقيا ووفقا للتقديرات الدولية قطعت شوطا مهما فى هذا الصدد، ولديها تجربة مفيدة فى التنمية الاقتصادية التى يتعين على مصر أن تتعلم من دروسها، كما أن توثيق التعاون مع جنوب إفريقيا سوف يخدم مصر أيضا فى دول جنوب القارة، ويؤثر بالتالى على مواقف دول حوض النيل إيجابيا بحكم علاقات جنوب إفريقيا القوية مع كل هذه المنطقة، التى غابت مصر عنها عقودا!.