تهتز مدينة عدن الساحلية الجنوبية من الداخل، بينما توجه السعودية وحلفاؤها العرب ضربات جوية إلي ميليشيات الحوثيين، التي تهدد بالإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ويخوض مؤيدو هادي معارك شوارع ضد جيوب الفصائل المسلحة ووحدات من الجيش متحالفة معها تسللت إلي الضواحي الشمالية للمدينة. وتنتشر شائعات عن خلايا نائمة من الحوثيين وفرض حظر التجول لوقف أعمال النهب المتفشية. ومع تراجع الأمن في عدن جاء تدخل العرب متأخرا لإنقاذ الملاذ الأخير لحليفهم هادي. وقال المقاتل البالغ من العمر 28عاما الذي كان يبيع العسل ويقود سيارة أجرة قبل أن يتطوع للانضمام إلي اللجان الشعبية وهي فصائل مسلحة موالية لهادي: «عندما بدأت الضربات السعودية فروا هاربين وتفرقوا داخل عدن ونحن الآن نحاول القبض عليهم.» واستولي الحوثيون المدعومون من إيران علي العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي، مما دفع هادي إلي الفرار إلي عدن. وأدي الاندفاع العسكري السريع للحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معهم نحو عدن في الأسبوع الماضي إلي تدخل عربي خليجي وإلي ضربات جوية أصابت أهداف الحوثيين، بعد أن فقد الموالون لهادي السيطرة علي مطار عدن. وأمرت اللجان الشعبية بفرض حظر تجول مدته12 ساعة، وحث حاكم المدينة السكان علي التعاون مع قوات الأمن المحلية لوقف النهب. وقال عبد العزيز بن حبتور في بيان إن هناك من يحاول بذر الفرقة بين السكان وقوات الأمن وحث اللجان الشعبية علي العمل مع هذه القوات لأنه إذا انهارت مؤسسات الدولة فإن المدينة ستدخل في حالة من الفوضي. لكن تلك المؤسسات أصبحت معرضة للخطر إذ أبلغ السكان عن نهب أسلحة من القواعد العسكرية تشمل صواريخ ومنصات إطلاق صواريخ وأسلحة آلية تباع في الشوارع مقابل جزء بخس من ثمنها المعتاد.