يجتمع اليوم وزراء الخارجية العرب لإقرار جدول أعمال القمة العربية، التى تبدأ بعد غد السبت بشرم الشيخ. واختتم أمس وزراء الاقتصاد والمال والتجارة العرب اجتماعات المجلس الاقتصادى والاجتماعى، وتم الانتهاء من إعداد الملف الاقتصادى، الذى سيعرض على الملوك والرؤساء والقادة العرب فى القمة، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومشاركة عدد كبير من الرؤساء والملوك العرب، وفى مقدمتهم الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، والرئيس السودانى عمر البشير، والرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى. وفى بداية الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادى والاجتماعى التى عقدت أمس توجه الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية فى كلمته بالتهنئة لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على توليها رئاسة هذه القمة، وما وفرته من إمكانات وتنظيم محكم لإنجاحها، كما توجه بالشكر لدولة الكويت التى ترأست الدورة السابقة، لما بذلته من جهود وأنشطة متنوعة تسهم فى دفع مسيرة العمل العربى المشترك وترسيخ مقوماته. وأكد العربى أن القمة العربية تُعقد فى ظل تحديات كبيرة تواجه المنطقة العربية، مما يستوجب بذل جهود مضاعفة وتعاون وطيد بين الدول لمواجهتها والتغلب عليها وازالة كافة المعوقات. وقال: إن قضايا التنمية ببعديها الاقتصادى والاجتماعى تحظى باهتمام خاص ومتزايد ضمن منظومة العمل العربى الجماعى. وأضاف أن القمة تحظى بعدد كبير من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية، التى يأتى فى مقدمتها تعزيز العمل العربى المشترك، إلى جانب تنفيذ قرارات القمة العربية التنموية والاقتصادية، خاصة فيما يتعلق باستكمال إنجاز منطقة التجارة العربية الحرة المشتركة، والتركيز على بعض الجوانب منها، لاسيما المتعلقة منها بقواعد المنشأ العربية التفصيلية، ومعاملة منتجات المناطق الحرة، وجدول الالتزامات الخاصة باتفاقية تحرير تجارة الخدمات بين الدول العربية، وتقديم الدعم المالى والفنى للدول العربية الأقل نموا. وأوضح العربى، أن التوجهات التنموية الجديدة تؤكد ضرورة تطوير آليات العمل العربى المشترك فى المجلس الاقتصادى، خاصة أن العالم بصدد إطلاق أجندة التنمية العالمية لما بعد 2015 فى شهر سبتمبر المقبل. وأكد منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة، ورئيس الدورة الحالية أن الاجتماع ناقش العديد من القضايا المهمة ذات البعدين الاقتصادى والاجتماعى التى تدفع التجارة العربية، وعلى رأسها خطوة إنشاء الاتحاد الجمركى العربى، وهى خطوة من شأنها أن تسهم بشكل كبير فى إتمام الخطوة الأكبر، وهى إنشاء السوق العربية المشتركة، كأحد المشروعات الكبرى التى يسعى القادة العرب على مدار سنوات لإتمامها منذ إنشاء جامعة الدول العربية، وأوضح أن القرارات التى اتخذت اليوم تضعنا على الطريق الصحيح نحو إتمام هذه الخطوة. ومن جانبه، أكد السيد أنس الصالح وزير المالية الكويتى أنه تم الاتفاق على عدد من القرارات المهمة، التى أسهمت فى دعم التعاون العربى المشترك، وكان من أهم القرارات التى تم اتخاذها هو وضع آليات محددة لتطوير العمل الاقتصادى والاجتماعى العربى، وبحث مبادرة الأمين العام بشأن الطاقة المتجددة وإنشاء آلية عربية فى إطار جامعة الدول العربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية بين الدول العربية، إلى جانب تفعيل مبادرة الشيخ صباح الأحمد الصباح فى تمويل ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص فى الدول العربية، حتى بلغ عدد الدول المساهمة فى هذه المبادرة نحو 19 دولة، كما بلغ إجمالى المساهمات المتعهد بها نحو مليار و300 مليون دولار. وكشف مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طارق عادل، أن المشاركة العربية خلال أعمال هذه القمة على مستوى القادة، يومى السبت والأحد المقبلين، سوف تفوق المشاركة فى القمم العربية التى عقدت فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن دولا مثل ليبيا ولبنان ليس لديهما رئيسى جمهورية سيكون مستوى التمثيل بأعلى مستوى، حيث يرأس وفد ليبيا رئيس البرلمان عقيلة صالح عيسى، فيما يرأس وفد لبنان رئيس الوزراء تمام سلام. ومن جانبه صرح الدكتور بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن جميع الدول العربية أكدت مشاركتها فى القمة العربية، مع الوضع فى الاعتبار أن مقعد سوريا فى الاجتماعات شاغر، وأغلب الحضور العربى سيكون على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء، والبعض الآخر سيكون حضورهم على مستوى وزراء الخارجية لاعتبارات خاصة بهذه الدول وهناك حماس عربى كبير للمشاركة.