سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال لقاء موسع مع رجال الأعمال المصريين والإثيوبيين: السيسى يدعو إثيوبيا للاستثمار فى مصر ليصبح لها منفذ على العالم
ديسالين: نضع حجر الأساس للتعاون «بلدا واحدا» وليس دولتين
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تسعى إلى إقامة طريق برى وبحري، يربط بينها وبين اثيوبيا، وذلك لتسهيل الواردات من السلع والمنتجات و لا سيما اللحوم الإثيوبية، وأضاف الرئيس مازحا: نأمل فى النهاية ان يؤدى هذا الطريق الى خفض اسعار اللحوم فى مصر. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس أمس خلال اجتماع رجال الأعمال المصريين ممن لديهم استثمارات ومشروعات فى اثيوبيا، ويمثلون 40 شركة مصرية، إلى جانب نظرائهم الاثيوبيين، والذى عقد أمس بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي، والوفد المرافق للرئيس السيسي، وأحمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، والذى أدار المناقشات. ومضى الرئيس السيسي، قائلا: أعلنا أمس عن إنشاء لجنة مشتركة مصرية اثيوبية، عالية المستوى برئاسة القيادة السياسية للبلدين لدعم التفاعل وتنشيط التعاون وإعطاء المزيد من قوة الدفع للعلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، مشيرا إلى أن مصر وإثيوبيا تتخذان إجراءات لتجاوز " الحالة غير المريحة" التى كانت تشوب العلاقات بين البدين . وأضاف أن الإجراءات الايجابية التى نقوم بها ستنعكس بشكل فعال على تطور حركة الاستثمار بين البلدين.ونبه الرئيس إلى أن عدد السكان فى مصر والسودان وإثيوبيا يبلغ نحو 250 مليون نسمة مما يمثل سوقا واسعة تكون جذابة لتدفق الاستثمارات الكبيرة لأن شعوبنا تريد أن تتطور وتحسن مستويات معيشتها وتحقق طموحاتها فى حياة كريمة. ووجه السيسى حديثه لرجال الأعمال الاثيوبيين قائلا: تعالوا لمصر وسنخصص لكم مواقع تعد منفذا لاثيوبيا على العالم الخارجى من خلال المراكز والمواقع اللوجستية التى نقوم بإنشائها. بعد ذلك استمع كل من الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، لرجال الاعمال المصريين والإثيوبيين الذين أعربوا فيها عن أملهم واستعدادهم للاستفادة من كل فرص الاستثمار المتاحة فى البلدين وتدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية لتكون سندا يدعم العلاقات السياسية. وطالب رجال الأعمال المصريون بإنشاء منطقة صناعية مصرية فى إثيوبيا يتم فيها تجميع كل المشروعات والاستثمارات التى تقوم بها مصر فى إثيوبيا، الأمر الذى يسهم فى التنسيق بينها وخفض التكلفة وتطوير الصناعات الاثيوبية ذاتها، كما طالبوا بإقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وإثيوبيا. و طلب رجال أعمال، من الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء الاثيوبي، دعم تصدير اللحوم الإثيوبية إلى مصر حيث تجد اقبالا لدى المصريين، وذلك عن طريق ايجاد طرق سهلة لنقل شحنات اللحوم بدلا من الطائرات ذات التكلفة العالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الاثيوبى هايلى ماريام ديسالين، أن العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا فى نمو متزايد وبشكل مستمر ، كما أن هناك فرصا سانحة أمام القارة الافريقية للتقدم والإزدهار وتحقيق النمو ، حيث أنها تشهد نموا فى اقتصادياتها وأصبحت تجذب استثمارات كبيرة متنوعة فى مختلف المجالات، بحيث يمكن أن تصبح قارة واعدة للانطلاق الى افاق جديدة من النمو والازدهار. ووجه ديسالين الشكر للسيسي، للسماح له للبدء فى إلقاء الكملة أمام الاجتماع بدلا منه، حيث تنازل الرئيس السيسيي، عن كلمته الافتتاحية كنوع من الترحيب والود من الرئيس السيسى لديسالين. وقال ديسالين، فى كلمته إن مصر واثيوبيا دولتان كبيرتان تمثلان حضارة غنية موغلة فى القدم كما انهما ترتبطان بشريان النيل الذى يمثل شريانا للحياة وللحضارة، ويالتالى يجب عليهما أن يسهما فى استمرار هذه الحضارة وتحقيق التقدم فى جميع المجالات لصالح شعبيهما. وأشار ديسالين، إلى أن قمة الكوميسا التى ستعقد فى الاسبوع المقبل تعد فرصة سانحة لمجتمع الأعمال بالبلدين، لاستكشاف فرص الاستثمار المتاحة فى دول المنطقة. وأكد أن اثيوبيا لديها الكثير من فرص الاستثمار المتنوعة، خاصة فى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، لافتا إلى أن بلاده تستورد من مصر الكثير من السلع مثل المواد البتروكيماوية، وبالتالى يمكن أن نبنى على كل هذا الإنجاز لزيادة حجم التبادل التجارى وتوسيع التعاون المشترك. وأوضح: أننا كى نستطيع ان نخلق بيئة استثمارية جاذبة أبرمنا مع مصر عددا من الاتفاقيات مثل عدم الازدواج الضريبى بهدف تنشيط التبادل التجارى ودفع الاستثمار. وأكد ديسالين مساندة بلاده لمبادرة من جانب رجال الأعمال المصريين لتوسيع حجم التبادل الاستثماري، قائلا: إننا ناقشنا معا التوسع فى مشروعات البنية التحية واقامة الطرق وهذا مجال مهم للتنمية والاستثمار إلى جانب مجالى الطاقة والاتصالات، وهذه هى نماذج من مجالات التعاون التى يمكن توسيعها وان نعمل على تنفيذها معا بشكل مشترك. ونوه ديسالين إلى أن بلاده تعمل على خلق بيئة مزدهرة للاستثمار، وهو اتجاه يتم مع دول الجوار مثل السودان، وجيبوتي، وكينيا، والصومال، مما سيسهم فى النهاية فى تحقيق تكامل فى البنية التحتية لهذه الدول، إلى جانب دفع مشروعات الأعمال بين هذه الدول. وقال إن اللحوم الإثيوبية ستكون أقل سعرا من المنافسين الآخرين مثل الأرجنتين، مشيرا إلى أنه طلب من الشركات الاثيوبية المصدرة تذوق اللحوم قبل تصديرها للتأكد من جودتها. وأضاف: إننا نضع هنا حجر الأساس للتعاون المشترك لمجتمع الأعمال فى البلدين كى نتعامل كبلد واحد وليس كدولتين، وتابع أن هذه النظرة الاستراتيجية التى نتشارك فيها مع الرئيس السيسى ستساعدكم فى أعمالكم. وردا على مطلب إنشاء منطقة صناعية فى إثيوبيا أكد ديسالين أن هذا المطلب سيوضع على رأس جدول أعمال اللقاء القادم للجنة العليا المشتركة بين مصر واثيوبيا متمنيا لنجاح مجتمع الاعمال فى البدين. وفى ختام كلمته أشاد رئيس الوزراء الاثيوبي، بإسهام الشركات المصرية فى مشروعات التنمية بمختلف المجالات فى إثيوبيا بجانب اسهامات نقل التكنولوجا - التى قال إن مصر حققت تقدما فيها - إلى رجال الاعمال الاثيوبيين، ثم هتف قائلا: "تحيا الصداقة المصرية الاثيوبية ".