كلنا أمل فى غد مشرق ولذلك لجئنا إلى الدين فى اختيار أعضاء مجلسى الشعب والشورى ولأنة هو الملاذ الوحيد أمامنا بعد ثلاثون عاما عجاف جف داخلنا كل أمل فى اخضر وسط السواد الذى ملأ قلوبنا وعندما قرأت كتاب عن الفاروق عمر بن الخطاب و تمنيت أن نجد رئيس جمهورية بهذه المواصفات : حكم الفاروق عمر عشرة أعوام ونصف فأتاح له الله أن يجعل الدولة الإسلامية هى أعظم دولة فى زمانها وجمع المسلمين فى امة واحدة ووطد بنيانها حتى بلغت بحر قزوين شرقا وحدود تونس غربا وبلاد صقلية والروم شمالا والسودان جنوبا وأصبحت اكبر دولة فى العالم الذى عرفه الناس حينئذ ! بعد أن انطلق يحقق الرخاء لرعيته فى ظل من العدل والمساواة والأخوة الإنسانية فهو أول من دون الدواوين ونظم العطاء ووضع التاريخ الهجرى وجعل دستور العلاقات قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وهو أول حاكم كفل للناس حرية العقيدة وحرية الفكر ورعى للإنسان كبريائة وكرامته وهو اول من جعل الجزية على اهل الذمة وضمن لهم حماية الدولة وألا يتكلفوا بما لا يطيقون وان يمارسوا شعائرهم الدينية فى حرية وحمى لهم أموالهم ومعابدهم. وهو أول من جعل القضاء سلطة مستقلة ووضع أصول التقاضى لضمان حق كل إنسان فى المساواة والعدل وهو أول من عين أهل الفتوى ليعلموا الناس أصول الدين والمواريث وقواعد الإسلام فى التعامل. وهو أول من حاسب عماله حسابا عسيرا مكن للرعية المظلومين من الرعايا الظالمين وحاسبهم على أموالهم وكتب أموال العمال عند توليتهم العمل فى الدولة وضم الى بيت المال ما زاد عما كان يملكونه عندما تولوا وهو أول من سأل كل من تولى أمرا من أمور المسلمين من أين لك هذا !! وهو أول من تفقد أحوال الرعية فى النهار والليل وكان يلم بدار الحكم وهى عبارة عن ركن فى المسجد قبل أن يذهب إلى داره وأذل جباريها ونصر ضعفاءها . وعلى الرغم من مرور القرون فما زال اسم الدولة الإسلامية مقترن باسم الفاروق عمر فهو أول حاكم فى الإسلام اجتمعت علية الأمة وأخر حاكم التفت وراءه الناس بلا خلاف ثم تفرقت ومن بعده لم تجتمع إلى يومنا هذا إلى من يجد فى نفسه جزء من هذه الصفات فنحن فى انتظاره ومؤيدة !!! المزيد من مقالات دعاء كمال