غيب الموت صديقي ماهر الدهبي صاحب الخطوط الانسيابية في اخراج الجريدة وتحديدا الصفحة الأولي في الأهرام التي تستحوذ علي أهم المواد الصحفية مع توازنات الصورة ومساحتها, ومدي تعبيرها وموقعها من الصفحة الأولي علي مدي40 عاما, ولم يكن له مطلق القرار, لأن رئيس التحرير قد يكون له رأي آخر, كان ماهرا في الاخراج الصحفي للجريدة وصحفيا ناجحا في رئاسة عدة مجلات, كان يعشق الصورة ويري انها قد تكون أكثر قوة وأفضل تعبيرا عن المادة المنشورة. كان عاشقا للمساحات والفراغات لراحة عين القارئ, وكان يسعي مع صديقنا الراحل الفنان يوسف فرنسيس وزميله الفنان مكرم حنين, ليعبرا بالريشة والفرشاة مقالات وقصص نجيب محفوظ, وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس والحسين فوزي, ويوسف السباعي, وعبدالرحمن الشرقاوي, وبنت الشاطئ, واحسان عبدالقدوس. جريئا في اخراجه قويا في خطوطه, هوي البيئة وموادها فهو مفتون بموادها فأعطته, انضم إلي جمعية كتاب البيئة والتنمية عندما أسستها وترأس تحرير مجلة البيئة اليوم.. كان الأداء الثلاثي القصة الروائية.. واللوحة المعبرة بالفرشاة.. والاخراج.. وكان قارئ الأهرام يري صورة مبدعة للأداء, استقبلته مجلة نصف الدنيا ليكون نائبا للكاتبة المبدعة سناء البيسي.. وقاما البيسي والدهبي باستعراض ساحر للمادة مع الاخراج, حيث تمرح الصورة علي صفحات المجلة دون قيود للمساحة لتقف نصف الدنيا علي قائمة مجلات المرأة.. وكان هذا هو العصر الذهبي للعمل المتكامل أو ما نطلق عليه العمل الجماعي, فكان ماهرا في تخصصه ودهبيا في عصره رحم الله الفقيد وأسبغ علي تلاميذه وزملائه وأسرته نعمة الصبر.