فى محور " شهادات وتجارب" ندوة أدارها فؤاد قنديل وشارك فيها باقة من المثقفين والروائيين من خمس دول عربية مختلفة. جاءت شهادة الكاتبة المغربية ربيعة ريحان لتوضح كيف انتابتها الرغبة في اقتحام الجنس الأدبي موضوع الملتقى فكتبت رواية "طريق الغرام" بعد أن كانت كاتبة قصص قصيرة. وأضافت ربيعة أن بين القصة والرواية مسافات متعددة، مضيفة أن الانتقال الأدبي لكاتب أو كاتبة بين جنس إبداعي وآخر، لا يعنى بالضرورة هجرة متعمدة أو محتملة ونهائية، بقدر ما هو تحولات وحوافز من أجل بدائل إبداعية، تلبى إغراءات داخلية. وتحدثت الكاتبة صفاء عبد المنعم من خلال شهادتها عن "القلب الرومانتيكي" وتجربتها الذاتية وكيف تتأثر بالشخصيات التي تقابلها وتستعين بها في رواياتها ". أما الكاتب والشاعر الكبير عباس بيضون فقد تحدث عن شعرية السرد وتجربته الروائية وأضاف قائلاً: إذا أردنا أن نتكلم عن شعرية السرد فعلينا أن نبتعد عن تلك الروايات التي تنتحل الشعر ونبحث عن الشعر في مكان آخر. مدللاً على سردية الشعر برواية داريل "رباعية الإسكندرية". من ناحيته، تساءل الروائي عبده جبير في شهادته: هل يجب أن تكون هناك مسافة بين المبدع والحدث العام مهما كان وصفه ورسمه، حتى يستطيع إنشاء عمل له قيمة أدبية؟ أو بالأحرى متى تكون الكتابة عن الثورة ممكنة ومتى لا تكون؟ كما أشار جبير أنه من تجارب الروائيين الكبار يتضح ان ليس هناك قانون واحد يحكم عملية الإبداع، فكل عمل له ظروفه الخاصة، فلا يمكن مقارنة عمل روائي كبير بكتابة قصة قصيرة من صفحتين، فالرواية عمل شاق قد يستغرق إنجازه عشرة أعوام. كما أكد الكاتب العراقي محسن الرملي أن الوطن العربي يعانى من الكتابة الواقعية، والأدب ليس هو اللغة الواقعية بل الخيال الجديد الذى يعين القارئ على تحمل الحياة . وأضاف أنه تعلم من القارئ الغربي أكثر من القارئ العربي؛ لأنه يقرأ لاستثمار الوقت بينما القارئ العربي يقرا لقتل الوقت. واختتم الكاتب محمد سلماوي الجلسة بشهادة تحت عنوان "اجنحة الفراشة.. الأدب والثورة" أوضح من خلالها أن الأدب والثورة متلازمان، فالأدب ما هو الا ثورة علي الواقع، وما من اديب يكتب كي يقول انه ليس في الامكان ابدع مما كان. وقال سلماوي: إن "اجنحة الفراشة" تنتمي الي هذا التقليد الادبي الذي يتنبأ بما هو آت، فقد صدرت الرواية قبل ايام من ثوره يناير، وتضمنت وصفا لأحداث الثورة بالرغم من انني لم اتعمد التنبؤ بهذا.