"ضوابط ومعايير حديثة وضعتها هيئات عدة مختصة بجراحات السمنة بالمناظير، فى إطار مواجهة تحدى زيادة السمنة عالميا، وبخاصة لدى الأطفال الذين وصلت النسبة بينهم إلى 20% على مستوى العالم". هذا جانب مما ناقشه المؤتمر الدولى الثانى عشر للجمعية المصرية لجراحات منظار البطن، فى حضور 30 خبيرا من الولاياتالمتحدة وأوروبا والدول العربية، مستعرضا ظهور تقنيات مساعدة لجراحة المناظير، مثل استخدام الإنسان الآلى فى الجراحات المعقدة. أكد د.فهيم البسيونى أستاذ الجراحة العامة والمناظير بطب قصر العينى ورئيس الجمعية والمؤتمر، أهمية اختيار المريض المؤهل للعملية بحسب المعايير الحديثة التى وضعتها 6جهات دولية، منها الجمعية الأمريكية لجراحة السمنة، واتحاد جمعيات جراحة السمنة، وبحسب المعايير فقد تم تخفيض مقياس السمنة المؤهل للجراحة إلى مقياس 40 لكتلة جسم المريض، أو مقياس 35 أو أقل فى حالات وجود أمراض كالسكر وضغط الدم وغيرها. كما أقرت المعايير الحديثة إمكانية إجراء الجراحة للأطفال أقل من 18 سنة بشرط أن تكون السمنة مفرطة، مع وجود مضاعفات مثل السكر وارتفاع ضغط الدم. وشددت المعايير على ضرورة تفهم الأسرة والطفل لطبيعة الجراحة وتعاونهما. وأكد د.البسيونى أن جراحات السمنة ليست عصا سحرية، بل ينبغى أن يصاحبها مجهود عضلى، مع الالتزام بنظام غذائى صحى للحفاظ على الوزن، وتناول الأدوية التعويضية، وإجراء التحاليل الطبية، حتى لا يصاحب نقص الوزن هشاشة عظام، وأنيميا وسقوط الشعر وجفاف الجلد. ومن جانبه، أوضح د.محمد حقى الأمين العام للمؤتمر، أن المؤتمر سبقه إجراء 4ورش عمل لتدريب شباب الأطباء على جراحات مناظير البطن، كما تمت مناقشة مستقبل جراحات البطن باستخدام الانسان الآلى فى حالات استئصال القولون، والغدة فوق الكلوية، وجراحات الطحال. واستعرض د.حقى تقييم الخبرة المصرية فى عمليات فتق الحجاب الحاجز، ومنع الارتجاع، التى شملت أكثر من ألف مريض، ومنها أهمية الاختيار الصحيح للمريض المرشح للجراحة مع ضرورة إجراء فحوصات دقيقة قبل الجراحة مثل المنظار التشخيصى للمريء والمعدة لبيان درجة التهاب أسفل المريء، واختبار حركية المريء. وتحدث د.حسن شاكر أستاذ جراحة المناظير بطب عين شمس وأمين عام الجمعية، عن دور المناظير بمساعدة الإنسان الآلى فى استئصال القولون والمستقيم فى حالات الأورام الحميدة والخبيثة حيث تتيح الوصول للأماكن الدقيقة، وكذلك استخدام المناظير لعلاج انسداد القناة المرارية الرئيسية، نتيجة الحصوات أو الأورام، حيث يتم استكشاف القناة المرارية، والتوصيل المباشر للقناة المرارية بالأمعاء، وذلك لإصلاح الانسداد، وعودة إفراز العصارة المرارية لمسارها الطبيعى. ومن جهته، أكد د.أبو بكر محيى الدين أستاذ جراحة المناظير وعميد طب المنيا الأسبق، ضرورة دراسة تكاليف واقتصاديات جراحات المناظير، خاصة بالمستشفيات الجامعية بصعيد مصر، نظرا لتزايد حالات السمنة هناك، مشيرا لبعض الحلول الذكية، التى تقلل نفقات الجراحة بنسبة 40%، ومنها ظهور أجيال حديثة من الدباسات أقل سعرا، وأكثر كفاءة.كما تناول المؤتمر دور التغذية قبل وبعد جراحات السمنة بالمناظير، إذ ينبغى إعطاء السوائل دون سعرات حرارية قبل الجراحة، لمدة أسبوعين لتخفيف دهون الكبد، وبعد الجراحة يتم التدرب على الأكل التصاعدى بداية بالسوائل، ثم الأكل المهروس والبروتينات، والألياف كالشوفان لتقليل اكتئاب مابعد العملية، مع تناول المياه لتجنب الجفاف، واللبن منزوع الدسم، للحفاظ على الكالسيوم بالجسم.