لن يكون سهلا تشكيل حكومة عراقية جديدة في ضوء الانتخابات التي جرت في السابع من مارس الماضي. ستمر فترة لابأس بها قد تطول وتقصر حسب الظروف قبل ان يتمكن العراقيون من رؤية حكومة تعكس الي حد كبير خياراتهم السياسية. ولعل أبرز تلك الخيارات وجود رغبة لدي الشعب العراقي في التخلص من هيمنة الأحزاب المذهبية والطائفية, والابتعاد عن كل ما من شأنه وضع العراق تحت الوصاية الايرانية. وما يؤكد وجود هذا التوجه تقدم الكتلة العراقية التي يرأسها الدكتور اياد العلاوي علي غيرها من الكتل بما في ذلك دولة القانون التي يرأسها نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته. وقد بدأت الكتل السياسية صراعا فيما بينها لكي تحظي بتأييد أكبر عدد ممكن من الكيانات من أجل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. فهناك محادثات ومشاروات بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون, وكذلك مع الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني لتشكيل كتلة برلمانية تنتج عنها الحكومة المقبلة. وهناك التيار الصدري وزعيمه مقتدي الصدر الذي مازال في ايران وقد أصبح في الأيام الأخيرة هدفا للقائمة العراقية وائتلاف دولة القانون. كل يحاول ان يكسبه الي جانبه في مسعاه لتشكيل أغلبية تشكل الحكومة. وأيا كان الأمر فإن المهم الآن هو حل الخلافات من دون اللجوء الي أعمال عنف ومن خلال المنظومة القانونية العراقية, والابتعاد عن الخطابات المثيرة والتهديدات. كما انه من المهم ايضا ان تستمر الحكومة العراقية في توفير الأمن والخدمات الضرورية الأخري للعراقيين خلال هذه المرحلة التي تسبق تشكيل الحكومة.