هذه خلاصة جهد متواصل، بذله الناقد الفنان الدكتور صبحى الشارونى على مدى ثلاثين عاماً، أصدرها بين دفتى كتاب بعنوان (موسوعة الفنون الجميلة المصرية الجزء الأول: فنانو الجيلين الأول والثانى فى مصر).. فى طبعة فاخرة ملونة فى 136 صفحة من القطع الكبير.. يتناول فيه بأسلوب مبسط سهل للقارئ العادى والمتخصص ومتذوق الفن التشكيلى السيرة الذاتية والرؤية الفنية والمدارس التشكيلية ل 184 فناناً من المصريين والمستشرقين الذين عاشوا فى مصر؛ منهم 40 فناناً من الجيل الأول من مواليد القرن التاسع عشر، و144 فناناً مولودين فى الفترة من 1900 حتى 1916 (حتى منتصف الحرب العالمية الأولي)، وقد اختار ترتيبهم فى الموسوعة وفقاً لتاريخ الميلاد، حتى يتمكن القارئ من الاطّلاع على حركة الفن التشكيلى وفقاً لتتابع الأجيال، لأن الترتيب الأبجدى يحرم القارئ من التتابع التاريخي، بينما اختتم المؤلف الموسوعة بفهرس أبجدى لتمكين الباحث المتخصص من الوصول إلى الفنان أو المرحلة التاريخية التى يريدها عن طريق هذا الفهرس الأبجدي. والجزء الأول- الذى صدر من هذه الموسوعة- من المنتظر أن يعقبه جزءان آخران؛ سيضم الجزء الثانى فنانى الجيل الثالث المولودين من عام 1916 حتى 1940 ويتناول الجزء الثالث جيل منتصف القرن العشرين المولودين من 1941 حتى عام 1952. والملاحظ أن الناقد الفنان د. صبحى الشارونى حرص على تصدير الجزء الأول للموسوعة برأى الشريعة الإسلامية حول فوائد الفنون الجميلة، وفى هذا سعى للرد على من يحاول أن يصف الفن التشكيلى بأنه مخالف لدين الإسلام، بينما جاء الرد حاسماً وصريحاً على لسان الإمام الشيخ محمد عبده. وقبل أن يتناول المؤلف الجيل الأول من الفنانين المولودين فى القرن التاسع عشر يتحدث عن الفنون فى مصر قبل عام 1908 التى كانت مقصورة على الأجانب (المستشرقين) وكان بعضهم يسكن بمنزل شيخ الطرق الصوفية السيد البكرى فى شارع الخرنفش الذى جعلوا منه حياً صغيراً مماثلاً لحى مونبارناس بباريس، لكنهم كانوا فى عزلة تامة عن أهل الحى من المصريين الذين ثاروا عليهم عندما علموا أنهم يصورون موديلات أجنبيات عاريات، ويسمعون موسيقى صاخبة، فهددوا بهدم البيت على من فيه. وقد كان ارتفاع أجر الفنانين المستشرقين وراء فكرة إنشاء مدرسة الفنون الجميلة، التى فتحت أبوابها فى 12 مايو 1908، وقبل إنشائها لم يعرف المصريون الفنون الجميلة بمعناها المعاصر، وبالنسبة للجيل الأول من الفنانين امتزجت ثلاثة روافد فنية فى أعمالهم؛ أولها المذهب الكلاسيكي، أو المدارس التى تعلموها فى مدرسة الفنون الجميلة، والثانى الاتجاه التأثيري، والثالث هو الفن المصرى القديم بعد نزع الوظيفة الدينية والجنائزية عنه ليعبر عن قضايا معاصرة. ومن الفنانين الذين يتناولهم المؤلف ضمن الجيل الأول؛ الأمير يوسف كمال ومحمد ناجى وأحمد صبرى ومحمود مختار ويوسف كامل وراغب عياد ومحمد حسن بك وشفيق شاروبيم وبول ريشار وعثمان مرتضى الدسوقى ومحمود سعيد وعلى لبيب وصاروخان ومحمود حسنى وشعبان زكي.. ومن الجيل الثانى (مواليد من 1900 حتى 1916) حسن فتحى وأحمد أحمد يوسف ويوسف العفيفى وسند بسطا ونجيب أسعد وزينب عبده والحسين فوزى وسيف وأدهم وانلى وحسين يوسف فوزى وصلاح طاهر ورمسيس ويصا واصف وحسين بيكار.
الكتاب: موسوعة الفنون الجميلة المصرية المؤلف: د. صبحى الشاروني الناشر: الدار المصرية اللبنانية 2014