أكد الدكتور عمر القويرى وزير الإعلام والثقافة والآثار الليبى أن مصر وليبيا تخوضان اليوم معركة واحدة ضد الإرهاب والتطرف. وقال إن بلاده تواجه نواجه 1700 ميليشيا مسلحة، وإن الغرب ترك تنظيم «داعش» الإرهابى ينمو ويرتكب جرائمه فى الأراضى الليبية وغيرها تحت سمعه وبصره، وحذر من أن الحوار الذى يريده المجتمع الدولى مع الإرهابيين فى ليبيا هو مؤشر خطير للشارع الليبي، مشيرا إلى أن المتطرفين هدموا قبور الصحابة والآثار التاريخية واستهدفوا اقتصاد ليبيا وبناءها الاجتماعي. إن المطلوب اليوم لحل الازمة فى ليبيا التوافق الاجتماعى قبل الاتفاق السياسي، لأن هناك أطرافا مع نظام القذافى واخرى ضده، ثم انقسم معسكر الثوار ضد القذافي، لأن هناك زعامات قبلية وجهوية وقيادات اجتماعية لايمكن تجاهلها فى الحل، وأشار إلى أن الدولة الليبية كانت الدولة طيلة اربعين عاما متمركزة فى شخص واحد وتدار كل سياساتها بمزاجية، قد تتخذ قرارات كارثية ، ولم تكن هناك مؤسسات تدير الدولة ، وكان القذافى يجمع فى يديه كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بل والدينية أيضا ، ولايمكن لعاقل أن يصف جماهيرية القذافى بأنها دولة . وبالتالى حدثت ثورة فبراير فى ليبيا نتيجة إرادة شعبية ورغبة فى التغيير، لكن لم يكن لدى الثوار برنامج سياسى لأن الشعب الليبى كان محروما من النشاط السياسى طيلة أربعين سنة من حكم القذافى وقبلها أيضا فى النظام الملكي، لذا لم يكن يمتلك الخبرة الكافية فى العمل السياسي، وفضلا عن ذلك فإن أربعين عاما من الغوغائية والسياسية الخارجية العبثية سببت لليبيا مشكلات ونزاعات مع كثير من الدول وثارات وأحقاد ، وهناك دول كثيرة استغلت فرصة اتدلاع الثورة لتصفية الحسابات مع القذافي، وهناك دول أخرى تبحث عن مصالح فقدتها فى السابق مثل فرنسا. وقال : بعد سقوط نظام القذافى سلم المجلس الوطنى الانتقالى السلطة للمؤتمر الوطنى العام الذى بدأت تبرز فيه الخلافات والاختلافات فى وجهات النظر وفى التعامل مع القضايا ، وبعض الأطراف كانت تطرح آرائها داخل قبة البرلمان، بينما لجأت أطراف أخرى لممارسة عمليات الابتزاز والتهديد والخطف ، وتم اقتحام المؤتمر الوطنى 156 مرة تقريبا من قبل الميليشيات التى تقوم اليوم بحمايته فى طرابلس، للمطالبة بإسقاطه ، واليوم تزعم أنه الشرعية، فى تناقض واضح يثبت أن هذه الأطراف من الثوار ماهى إلا أدوات أدت لإرباك المشهد الليبى ، وهناك أطراف أخرى تجنى الأرباح، وهم غير مستفيدين إطلاقا بعد ان خسروا رصيدهم السياسى والاجتماعي، وكان مطلوبا من المؤتمر الوطنى 3 مهام رئيسية تركها وآخرها عن عمد لكى لايقوم بتسليم السلطة، وكانت المهلة الممنوحة له 18 شهرا، وكانت الخزائن التى تركها القذافى بعد الإطاحة به مملوءة، وكان قد جعل الليبيين يعيشون فى فقر، ومستوى البنيات التحتية والخدمات التى يحصلون عليها لاتتناسب مع دخل ليبيا، وقاموا فى المؤتمر الوطنى بالإنفاق فى محاولة منهم لشراء الذمم والثوار، فأرهقت الخزينة بالنفقات، وانتهت مدته فى فبراير 2014 دون أن يكمل مهامه، وحدثت المظاهرات وشعارها "لا للتمديد"، لأننا اعتبرنا المؤتمر الوطنى جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل، وكان هناك خلاف حول الجهة التى يجب ان يسلمها السلطة، وفى النهاية حصل توافق بين القوى السياسية الرئيسية على تشكيل لجنة سميت "لجنة فبراير"، مددت له 6 أشهر، وتم إعداد قانون للانتخابات أنتج مجلس النواب الحالي. وقال وزير الإعلام الليبى أنه من واقع التعامل مع حملة الأفكار الدينية بشكل عام وخصوصا جماعة "الإخوان" يتأكد أنهم يجعلون أى شيء يخدم مصالحهم حلال، والعكس حرام ، ويؤيدون كل ذلك بالفتاوي، فهم اليوم يعارضون أى ضربة جوية دولية محتملة ضد البؤر الإرهابية فى ليبيا ويقولون أنها حرام، أما يوم ضرب القذافى فى مارس 2011 فقد كانت ضربات حلف الناتو طيورا ابابيل التى سخرها الله، وقال إن الإخوان عددهم اقل لكنهم منظمون عبر تنظيم عالمى ، واستطاعو التمدد فى أجهزة الدولة والسيطرة على موارد الدولة وإطلاق الشائعات ، بدون وجود علنى ، وأقنعوا بعض قطاعات الثوار بالعمل معهم ، وبذلك سيطروا على طرابلس ، وأقاموا حكومة غير شرعية لايعترف بها العالم . وردا على سؤال حول موقف الشعب الليبى من الإخوان ، قال: فى المؤتمر الوطنى لم يكن لديهم سوى 25 مقعدا فقط من 200 مقعد، وحتى ال25 من ممثليهم ترشحوا بصفة مستقلين، وقال ، إن الوعى السياسى بدأ ينمو ويتطور فى السنوات الماضية بعد سقوط القذافي، وإن تطورات الأوضاع فى مصر تؤثر كثيرا على الوضع فى ليبيا ، وطالما كانت مصر بخير ستكون ليبيا بخير، لأن كل الطعنات موجهة إلى مصر التى هى قلب العروبة، حتى ليبيا تعد معبرا وليس هدفا بحد ذاتها، ولو استمر حكم الإخوان فى مصر عامين أو ثلاثة لضاعت الأمة العربية والإسلام ، ولتم تفكيك كل دولنا، وأكد أن الأزهر الشريف صمام أمان للامة الإسلامية لمواجهة الفكر المتطرف ، مشيرا لاستهداف الإرهابيين فى ليبيا لجامعاتها الإسلامية . وقال : تم استهداف الشعب الليبى خلال السنوات الأربع الماضية ، وتم تدميره إقتصاديا، واستهداف مطار طرابلس أكبر من أن يكون لمجرد نزاع بين ميليشيات متصارعة، مؤكدا أن هناك صراع بين قوى دولية كبرى ، وأن اللاعبين على المستوى المحلى والإقليمى هم مجرد ادوات فى هذه الحرب التى استهدفت ليبيا على جميع الأصعدة ، التى تم فيها استهداف الموروث الثقافى والدينى ، والمبانى الأثرية التاريخية والأضرحة القديمة وقبور الصحابة وحكام ليبيا ، والآثار، والميادين والتماثيل تم تفجيرها أو إزالة آثارها، وهناك أيضا استهداف اجتماعي، حيث أدخلوا القبائل والمدن فى حروب جانبية مفتعلة حتى يحدث تفكك النسيج الاجتماعي، وهذا أيضا عمل مدروس ومخطط ، وستكون له تداعيات وخيمة ، ويحتاج إلى عمل ليبى وعربى كبير لحله، ولن تجدى الحلول الدولية فى هذا الشان. واكد أن محاولات المجتمع الدولى لإيجاد حل عبر مفاوضات جنيف مدخلاتها خاطئة، حيث يجلس ممثلو مجلس النواب فى ناحية ، ويجلس أمامهم فى الحوار على سبيل المثال أحد قادة تفجير مطار طرابلس ، وقائد ميليشيا حطين، وهذا مؤشر خطير للشارع الليبى وللتيار الوطنى المؤيد لمجلس النواب بأن كل من قام بجريمة سوف يفلت من العقاب. وأضاف: الدول الغربية قدمت لنا وعودا كثيرة بدعمنا ضد الإرهاب، لكنهم تركوا داعش تنمو تحت سمعهم وبصرهم ، ولم يقدموا لنا حتى المعلومات، مؤكدا أنه لاتوجد إرادة دولية لحل الأزمة. وأشار إلى أن بعض الدول الغربية يرغب فى إقامة قواعد عسكرية وتواجد عسكرى فى ليبيا بموقعها الاستراتيجى ، وبعضها الآخر يرغب فى السيطرة على مواردها ، وآخرون يريدون حماية بلادهم من الإرهاب والهجرة غير الشرعية . وقال، ليس بالضرورة أن نكون عملاء لكى نخدم أعداءنا، يكفى أن نكون أغبياء، ونحن فى ليبيا نفتقد كثيرا الخبرة السياسية والخبرة بالتعامل مع المجتمع الدولى .وأضاف إن التركيبة القبلية بقدر مافيها من مشكلات بقدر مافيها من مشتركات، والأمور الشائكة يتم استخدامها لإشعال النار. وأشاد بالدور الذى قام به اللواء خليفة حفتر ، الذى وصفه بأنه بعث الأمل من العدم بأبسط الإمكانيات ، وأعاد الأمل للشعب الليبى فى إمكانية استعادة الجيش الليبى وإعادة الاستقرار لليبيا عبر عملية الكرامة.وأعاد الانضباط للجنود ، مؤكدا أن حفتر وقواته هم الجيش الوطنى الليبي، وأكد أن الجيش هو العمود الفقرى للدولة الليبية. وقال: إن المعركة الأخطر فى بنغازي، وأن معركة طرابلس ستكون أسهل، وأن عقد اجتماعات الحكومة فى بنغازى تشير إلى إحكام الجيش الوطنى سيطرته . وطالب برفع الحظر عن تزويد السلاح الجيش الليبي، مؤكدا أن ليبيا تواجه 1700 ميليشيا ، وقال : إذا توصلنا لإتفاق مع فجر ليبيا سنوقف وقف إطلاق النار على الفور فى معسكرنا ، لكن المشكلة فى الطرف الآخر من يملك السيطرة على كل هذا العدد الهائل من الميليشيات ، وقد اصدر بعض قادة الميليشيات بيانات قالوا فيها أنهم سيستمرون فى القتال فى إطار فجر ليبيا حتى يتم تحرير ليبيا .