يكتب الشاعر جيت ثايل روايته الأولى ناركوبولس فتصل إلى قائمة ترشيحات البوكر فى لندن.رواية تدور فى بومبى الثمانينات وتتدفق أحداثها عبر ذاكرة غليون الأوبيوم الآسيوى الشهير وعوالمه.يكتب عن شخوص مات معظمهم وعن مدينة لم تعد تحمل اسمها القديم.هى ذاكرة وحنين وشهادة تحمل الكثير من الوجع وإعادة اكتشاف الذات الهشة... عوالمها وهند أخرى حولتها الأحداث الطائفية والعولمة والعنف الذى تفجر وفجر معه بومبى منذ ذلك الوقت وحتى اليوم. يعترف ثايل أنه كان أحد المدمنين لعشرين عاما من حياته ثم حدث ما أنقذه من الإدمان وغادر الهند إلى نيويورك حيث أنهى دراساته العليا وعمل لأعوام طويلة ثم عاد ليستقر فى نيوديلهى, غير أن بومبى بأشباح ماضيه فيها وحياة القاع التى خبرها جيدا بقت هى مدينته الأقرب وألحت عليه ليكتبها كما عرفها فى أول شبابه وانكساراته.قابلت جيت ثايل فى مدينة بوبال فى مهرجان كافيتا آسيا للشعر العالمى فى عام 1988, وترجمت له مخطوطته الشعرية الأولى البيت المعتم إلى العربية ونشرتها ضمن كتاب صدر لى بعنوان الشعر الجديد فى عام 1992 ضمن إصدارات مجلة الكتابة الأخرى فى القاهرة. وفقدت تواصلى معه وظننت أنه قد مات بسبب الإدمان الذى كان يعيشه.كان شعره معذبا وحالما غير أن ذلك الكتاب لم ينشر بالإنجليزية أبدا رغم أنه أصدر 4 مجموعات شعرية مهمة فيما بعد وكتب أخرى إلى جانب روايته التى وجدت صدى عالميا ورشحت للعديد من الجوائز ولا تزال. فى مدينة الخدر يقسم الراوى الكتاب إلى أربعة كتب: مدينة أو وتحوى أقساما ديمبل ورومى والغليون وزيارات فنان ودروس السيد لى المعاشة. الكتاب الثانى بعنوان قصة الغليون ويحوى أقسام فى إسبانيا مع السيد لى, اللوتس الأبيض, السحب البيضاء, وعصابة تدخين الأوبيوم, وأشعل لى سيجارة, وإلى ووهان, والإبعاد مرتين,إلى بومبى, والغليون يأتى إلى رشيد.الكتاب الثالث بعنوان «المخدرون». وأقسامه هى تمشية فى شارع شوكلاجى, وببنغالى, وأعمال التجارة فى طبقة المجرمين: العرض, السارى والبرقع,دم مارو دم, والغازات العفنة, وأعمال التجارة فى طبقة المجرمين: سى وإى, وتفاهم كيميائى, والهوية المخدرة, رحلة, المصحة ونوبات الفشل. أما الفصل الرابع فهو بعنوان بعض الاستخدامات للعودة للحياة, ويحوى أقساما بالعناوين التالية:تراكم ضخم للهزائم الصغيرة, والمواطن ,والكشف. تتتبع الرواية حياة ديمبل أو زينات,الطفل المخصى الذى تحول لأنثى وعاش حياة الدعارة والمخدرات وكانت الصبية التى تعد غليون الأوبيوم فى الصالون الذى يديره رشيد الذى يقع فى حبها .صالون فى القاع الخفى الذى يذهب إليه الفنانون والشعراء والمجرمون والضائعون ليستسلموا لحياة الخدر وما يصاحب ذلك من حكايات وآلام وتحولات فى عالم بومبى فى المنطقة الحمراء منها.عالم يضم الجميع من كل الأديان والطوائف والأعراق والجنسيات.يختلط الإرهاب بالجريمة والعشق والإدمان والخوف والفرار والتجارة والدين والجنس والسياسة.وتنتمى رواية ناركوبولس إلى عالم القاع بامتياز لتذكر القارئ العربى بالخبز الحافى لمحمد شكرى ومدار السرطان لميلر وربما شانغهاى بيبى لوي هيوى الصينية التى سبق أن ترجمتها للعربية منذ أعوام. وما حدث ويحدث فى بومبى ليس بعيدا عما يحدث فى الأحياء العشوائية فى القاهرة أو الباطنية فى السبعينات أوفى أعماق الحياة السرية فى الأحياء المعدمة فى المغرب أو لبنان أو الخليج فعالم المخدرات والتجارة فيها وحياة المدمنين تتشارك فى السمات وتتداخل الأوضاع الاجتماعية والنفسية وعالم الجريمة المنظمة فى النطاق نفسه.الفرق فقط أن الالتقاط هنا حدث بعين فنان وشاعر بالغ الرهافة كان هو نفسه ضحية اختارت أن تكون فى ذلك القاع لسنين طويلة. كتبت جريدة الجارديان عن الرواية: «تمنيت لو أن هذا الكتاب, مثل حلم يقظة طويل ولذيذ من تأثير الأوبيوم كان ليستمر أكثر وأكثر..ناركوبولس إنجاز مميز يستطيع أن يقف بكبرياء على الرف بمقربة من بوروز ودى كوينسى. سجل لثايل قوله إنه أضاع 20 عاما من حياته فى الإدمان, ولكن هذا يظهر أن التجربة لم تذهب هباء. نستطيع ان نحتفل بكونه خرج منها سالما ومنحنا هذا الكتاب.»