كشفت هيلين بول منسقة وحدة مكافحة الإرهاب فى الشرطة البريطانية عن سفر 60 امرأة بريطانية لسوريا للانضمام لداعش العام الماضى من بينهن 22 مراهقة. وذلك فيما أطلقه عليه وكالة أسوشييتدبرس أمس مصطلح «عرائس الجهاد» أو ماعرف إعلاميا من قبل باسم «جهاد النكاح». وأكدت بول أن عدد الفتيات البريطانيات اللاتى يسافرن لسوريا يمثل "مشكلة متنامية"، داعية السلطات إلى مزيد من اليقظة. وجاءت تصريحات بول بعد أقل من يوم من رصد كاميرات المراقبة لسفر ثلاث فتيات بريطانيات فى محطة للأوتوبيسات فى اسطنبول، وهن فى طريقهن للانضمام إلى داعش، وهى اللقطات التى بثتها وسائل الإعلام التركية. وأظهرت هذه الصور الفتيات أيضا وهن ينتظرن فى مكتب سفريات استعدادا لسفرهن إلى جنوبتركيا ومنها إلى سوريا. وتثير قضية سفر الفتيات البريطانيات ردود فعل واسعة داخل الأوساط البريطانية والأوروبية أيضا، بنفس القدر الذى تثيره ظاهرة تجنيد شبان أوروبيين للانضمام إلى داعش، وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى وقت سابق إن "الفتيات يتم تجنيدهن فى غرف نومهن". وفى سياق متصل، طالبت السيناتورة الأمريكية ديان فاينشتاين رئيسة لجنة المخابرات بالكونجرس الولاياتالمتحدة بالقبض على محمد الموازى أو المعروف باسم "الإرهابى جون"، السفاح المقنع الذى ظهر فى تسجيلات بثها تنظيم داعش الإرهابي، وهو يقطع رءوس رهائن غربيين. وأكدت فاينشتاين - فى تصريحات لشبكة "سى بى إس" الإخبارية الأمريكية - أنه يجب على واشنطن اعتقال الموازي، مضيفة أنه "قد يكون موجودا فى سوريا أو فى مكان ما فى العراق". وفى غضون ذلك، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" عن الإرهابى السابق فى صفوف داعش، ويدعى "أبو أيمن" أن الموازى كان شخصا غريبا وباردا ووحيدا، ولا يتحدث كثيرا. وأشار أبو أيمن إلى أنه عندما التقى مع أكثر رجل مطلوب فى العالم حاليا كان عنصرا عاديا فى داعش، وأن التكفيريين الأجانب كان يتجمعون فى مدينة فى شمال سوريا. وأضاف أن الموازى تعامل معه بحذر فى بداية الأمر، وأنه كان يرفض الصلاة إلا مع بعض أصدقائه، ويرفض الانضمام إلى البريطانيين. وتابع أن داعش تملك خ براء نفسيين محترفين ينتقون العناصر المناسبة للتنظيم، وأن الموازى كان يريد الظهور فى فيديوهات قتل الرهائن. وأشار أبو أيمن إلى أنه ترك التنظيم الإرهابى بعد أن طلب منه أمراء التنظيم قتل نساء وأطفال. وفى الوقت نفسه، قال رئيس الموازى خلال عمله فى شركة بالكويت كمسئول مبيعات أن الشاب الذى كان يبلغ من العمر 21 عاما كان هادئا ومؤدبا، لكنه اختفى فى أبريل 2010 بعد عودته إلى المملكة المتحدة. ورصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية رحلة الإرهابى جون من كونه إنسانا طبيعيا إلى أن يكون قاطعا للرءوس، ونقلت الصحيفة عن مديره فى العمل فى شركة تكنولوجيا، والتى لم تفصح عن هويتها، قوله إن الموازى كان أفضل موظف، وأنه كان يتعامل بشكل جيد مع الجميع، وتابع أن العاملين كان يستغربون أن لندنيا يأتى إليهم للعمل، كما استغربوا من اختفائه المفاجئ. وفى هذه الأثناء، وجه مايكل فالون وزير الدفاع البريطانى الشكر للقوات البريطانية المشاركة فى مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابى، مشيدا بالدور الذى لعبته فى هذا الإطار. وذكر بيان صادر من وزارة الدفاع البريطانية أن فالون التقى، خلال ثانى زيارة له لقبرص، بأفراد القوات الجوية الملكية الذين يقدمون مساهمة بريطانيا فى العمليات العسكرية الجوية للتحالف الدولى ضد "داعش .