فى ختام اللقاء الذى جمع بينه وبين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان فى البيت الأبيض , أشاد الرئيس الامريكى باراك أوباما بالدور الذى تقوم به الدوحة فى إطار الائتلاف الدولى ضد تنظيم داعش مشيرا إلى وجود شراكة متينة بين البلدين , وقال أوباما "نحن مصممان على القيام بكل ما هو ممكن لدحر داعش , لكى يتمكن الجميع من العيش بسلام فى العراق " !! . ولا أدرى أهى نكتة ضمن ما نعيشه من نكات الكوميديا السوداء ؟! أم هى مزحة سمجة لكذبة طالما رددها حتى أنه صدقها هو شخصيا وأراد من خلالها الرئيس الأمريكى إيهام العالم بأنه يسعى لانهاء وجود داعش وتجفيف منابع تمويلها , وللمفارقة فإن الرئيس الامريكى يصرح بهذه الترهات , فى الوقت الذى حذر فيه النائب الجمهورى "دوج لامبورن" العضو فى اللجنة الأمنية بمجلس النواب فى رسالة إلى الإدارة الامريكية نقلها موقع "واشنطن فرى بيكون" يحذر فيها من أن الاسلحة التى بيعت إلى قطر بمليارات الدولارات والتى تمكن الدوحة من دعم الجماعات الارهابية المتطرفة " واصفا قطر بأنها الملاذ الأكثر أمنا فى العالم للجماعات الارهابية , فالقادة الرئيسيين فى جماعة الاخوان وحركة طالبان وجدوا ملاذا آمنا لهم فى الدوحة , بل هناك من ذهب لأكثر من ذلك إذ دعا بعض أعضاء مجلس الأمن القومى الامريكى أوباما إلى سحب المقاتلات الامريكية الموجودة فى قاعدة "العيديد" الجوية فى قطر احتجاجا على دعم الامارة للجماعات المتشددة فى الشرق الاوسط , وبدلا من ذلك قام أوباما بالاطراء والاشادة بالدور القطرى الفاعل فى التحالف الدولى لمحاربة الارهاب , بشكل يلقى بظلاله المقيتة فى دلالة واضحة على مدى الشراكة والتفاهم بين الادارة الامريكية وحليفها قطر سمسار التسهيلات الارهابية فى المنطقة , ورغم ما تلاقيه هذه العلاقة المشبوهة من اعتراض فى الكونجرس الامريكى من المعارضين لسياسات اوباما . أوباما جاء الحكم فى امريكا مصدرا الخداع السياسى لدول الشرق الاوسط التى تفاءلت به خيرا , وحينما زار القاهره وألقى خطابه الشهير فى القلعة معلنا تكاتف كل الجهود لمحاربة الارهاب والتطرف والانحياز إلى الاسلام الوسطى المعتدل , كان يدرك حينها ويرى المصير المظلم الذى كان ينتظر المنطقة العربية بأسرها , جراء المؤامرات التى تحاك فى الغرف المغلقة تحت إشرافه ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون , والتى فضحت المستور فيما بعد فى كتابها الذى صدر مؤخرا "خيارات صعبة" وتكشف فيه المخطط الذى كان معدا للشرق الاوسط قائلة :" دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وکل شيء کان على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة 30/6 - 3/7 في مصر وکل شيء تغير خلال 72 ساعة". "وأضافت أنه تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم5/7/2013 وکنا ننتظر الإعلان لکي نعترف نحن وأوروبا بها فورا". وتابعت تقول: "کنت قد زرت 112 دولة في العالم.. وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف ب"الدولة الإسلامية" حال إعلانها فورا وفجأة تحطم کل شيء .. کل شيء کسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!! فکرنا في استخدام القوة ولکن مصر ليست سورية أو ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدا" إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا ترکنا مصر خسرنا شيئا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها عبر الإخوان عن طريق مايسمى ب"الدولة الإسلامية" وتقسيمها، کان بعد ذلك التوجه لدول الخليج . إذن فالمؤامرة كانت جاهزة والخطة معدة سلفا , والمساندة من الدول الصديقة التى تقصدها فى المنطقة العربية معروفة لاتحتاج إلى اجتهاد , لكن ما أفسد التنفيذ كان مفاجأة 30 يونيو المدوية والتى قلبت المعايير وفاجأت بل صدمت الجميع , ولعل ذلك ما يفسر استمرار العداء والتوحش الغربى الامريكى تجاه النظام فى مصر , والعداء الواضح من بعض دول الجوار الاقليمية , لذلك لا غرابة أن يتجاهل أوباما الانتقادات الموجه له ولضيفه ويشيد بالجهود المضنية التى تبذلها قطر لمحاربة الاعتدال .. عفوا "الارهاب" !! لمزيد من مقالات جيهان فوزى