بحث سامح شكرى وزير الخارجة مع وزير خارجية لوكسمبورج جون أسيلبورن خلال زيارته الحالية للقاهرة أمس العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها فى المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن تناول العلاقات القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي. وأشار شكرى خلال مؤتمر صحفى مشترك من نظيره اللوكسمبورجى فى ختام مباحثاتهما بالقاهرة إلى أنه قدم الشكر لنظيره على مواقف بلاده الداعمة للقضية الفلسطينية ومجمل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن أسيلبورن أبدى تفهم بلاده لتطور خريطة فى مصر وخطوات الإصلاحات السياسية التى تتخذها مصر.جاءت محادثات شكرى وأسيلبورن قبل ساعات من مغادرة شكرى القاهرة فى طريقه إلى تونس فى مستهل جولة خارجية تشمل كلا من تونس وفرنسا وروسيا والصين لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية وقضية الإرهاب والوضع فى ليبيا وقضايا المنطقة.وتعليقا على الوضع فى ليبيا، قال الوزير شكرى فى المؤتمر الصحفى إن هناك طرحا يتعلق بعملية الوفاق التى يقودها المبعوث الدولى لليبيا برناردينو ليون، وقال: «نحن ندعم هذا الوفاق وننسق مع المبعوث، ولكن هناك إهمالا لدى الأطراف التى تشير إلى هذا الأمر باعتباره المخرج الوحيد للوضع فى ليبيا، وهذا تصور يفتقر إلى الفاعلية، لأنه يتجاهل تماما وجود خطر إرهاب تمثل فى الاعمال البشعة التى تمت بما فيها قتل مواطنينا».وشدد شكرى على أن التركيز على الحل السياسى والتوافق الوطنى وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هى أمور تدعمها مصر، ولكنها ترى فى النهج الذى تتخذه عدد من الدول التى تتصور أن خطر الإرهاب سيزول بالوصول إلى نقطة التوافق بين الفرقاء السياسيين أمرا يدعو إلى الاستغراب ويدعو للتساؤل فيما تسعى اليه هذه الدول، وهل هى تسعى لمقاومة الارهاب بنفس القوة التى تقوم بها بمقاومتها فى سوريا والعراق؟ فى الوقت نفسه، أكد شكرى أن الوزير اللوكسمبورجى أبلغه بمشاركة بلاده فى مؤتمر مصر الاقتصادى فى شرم الشيخ، مبديا الاهتمام بدعم جهود مصر فى التنمية الاقتصادية ورغبة بلاده فى تطوير العلاقات الثنائية، كما أكد أنه قبل دعوة الوزير لزيارة لوكسمبورج. ومن جانبه قال أسيلبورن أن بلاده رغم أنها دولة صغيرة، فإنها كانت عضوا غير دائم لمدة عامين فى مجلس الأمن، وكانت فترة صعبة للغاية تناولت العديد من الملفات، وأكد أن بلاده تعلم أهمية ومكانة مصر كدولة عربية كبرى فى المنطقة لها دور رئيسى فى تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن بلاده سوف تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى خلال النصف الثانى من هذا العام وستحرص على دفع علاقات الاتحاد الاوروبى مع مصر وستعمل على دفع علاقات الشراكة الاقتصادية والثقافية والسياحية والتجارية وستركز على خطة العمل الجديدة مع مصر. وأوضح ان لوكسمبورج ستتعاون مع مصر فى حربها ضد الاٍرهاب وتنظيم داعش الإرهابي، وكذلك فيما يتعلق بضرورة الدفع بالقضية الفلسطينية نحو الحل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقد بدأ سامح شكرى وزير الخارجية أمس جولة خارجية تشمل كلا من تونس وفرنسا وروسيا والصين، حيث يجرى خلالها مباحثات مع وزراء خارجية تونس وروسيا والصين، فضلا عن لقاء مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى فى العاصمة الفرنسية باريس. وسيتم خلال هذه اللقاءات بحث مستجدات العلاقات الثنائية وتطويرها فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر مصر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ من 13 إلى 15 مارس المقبل، فضلا عن التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها تطورات الأزمة فى ليبيا.