تكتسب اجتماعات وزراء الخارجية العرب حول سوريا أهمية خاصة لعدة اعتبارات, منها استمرار أعمال العنف بين السلطات السورية ومجموعات المعارضة في بعض المناطق, وارتفاع أعداد القتلي من المدنيين, إلي جانب عدم التوصل إلي حل سلمي يقوم علي أساس المبادرة العربية. لوقف تدهور الأوضاع, والخلافات الدولية حول سبل التعامل مع الأزمة السورية. يضاف إلي ذلك مشاركة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في هذه الاجتماعات, خاصة أن روسيا أصبحت طرفا أساسيا في حل الأزمة بعد استخدامها للفيتو في مجلس الأمن ضد خطة تدعو الرئيس السوري للتنحي. ويتزامن مع هذه التحركات اجتماع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق مع كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لحل الأزمة السورية, كل ذلك يجب أن يصب في اتجاه وقف التصعيد الحالي والالتزام بالمبادرة العربية وتقريب وجهات النظر بين النظام السوري والمعارضة حفاظا علي وحدة سوريا وسلامة أراضيها. إن الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية أصبحت مقتنعة بعدم إمكان التدخل العسكري الخارجي في سوريا, لأنه سيؤدي إلي زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها, ولذلك لا مناص من الحل السلمي الذي يضمن تداول السلطة في البلاد عبر انتخابات حرة, بعيدا عن التدخل الخارجي والمؤامرات, وحفاظا علي الاستقرار الإقليمي والعالمي.